هل الكلمات تستطيع تغييرنا؟ كصحفية تحب الكتابة، وتأثرت كثيرًا بالكتّاب الذين قرأت لهم، الاجابة هي نعم، الكلمات تغير الكثير خاصة لو كانت هذه الكلمات مرتبطة بلحن جميل. كان هذا هو الموضوع الذي اخترت أن أتحدث عنه في آخر امتحان لي باللغة السويدية.
وأخيرًا وصلت لمرحلة الثانوية في تعلم اللغة السويدية، ولكن هذا لا يعني أنني أصبحت أتحدث بطلاقة مثل السويديين، ما زال الموضوع يحتاج للكثير من القراءة، وتكثيف الحديث بالسويدية. في آخر امتحان للغة، والذي كان عن تأثير الكلمات سواء الشعر، أو كلمات الأغاني، أو غيرها، اخترت أنا أن أتحدث عن الكلمات المغناة، وتأثيرها على السياسة والمجتمع.
قرأت مقالًا علميًّا يقول أن الموسيقى وحدها نعم تؤثر على المشاعر، وكيمياء المخ، ولكن عندما يتم إرفاق كلمات بهذه الموسيقى تبين أن هناك أجزاء في المخ كانت خاملة تتفاعل بعد إضافة الكلمات لهذه الموسيقى. لذلك يصبح النشيد الوطني مهمًّا لتحفيز الناس للدفاع عن وطنهم، وتستخدم الأناشيد الدينية التي تستخدمها الجماعات لتحفيز الناس على الجهاد، أو (الزوامل) كما تسمى في اليمن لتحفيز المقاتلين، فليس هناك أقوى من الكلمات المغناة. لكن هناك أيضا من استخدم الكلمات ليحرك الناس في الشارع للتظاهر ضد الحرب، ومع السلام، كما حدث في أمريكا أثناء حرب فيتنام وكان لأغنية war تأثير كبير في تلك المظاهرات.
في اليمن هناك أغنية شهيرة اسمها "خطر غصن القنا"، ولمن لا يعرف أن هذا اللحن كان سابقا يستخدم مع كلمات مسيئة عن امرأة مارست الجنس خارج الزواج، ولكن الشاعر مطهر الإرياني استخدم كلمات جديدة لكي ينسى الناس هذه الحادثة، وأصبحت الأغنية تتحدث عن الحب، وجمال وادي بنا، أي أنه استخدم الكلمات لتغيير فكر مجتمع بأكمله، أليس ذلك جميلا؟ كلماتنا تغير الكثير ومع وجود التكنولوجيا التي جعلت كلماتنا تصل لعدد كبير من الناس، فعلينا أن نتذكر هذه المسؤولية، وقبل أن نكتب أن نسأل أنفسنا: هل كلماتنا هذه تتسبب في إصلاح أو تخريب هذا العالم.