بلغنا أنه في دولة كوريا الجنوبية الشقيقة، اللي هي بقت تريند والعيال ماشيين لابسين تشيرتات عليها صور نجومها دي، أيوة اللي بقينا بنتفرج على مسلسلاتها بدل المسلسلات التركي دي، هذه الدولة اللي بقت حلم شباب وشابات الوطن العربي، فيها ما يشبه ثورة اجتماعية على الضيق حبتين.
يقال والعهدة على الراوي، إن كوريا الجنوبية، على ما يشاع عنها من تقدم وتحضر وثقافة وفن، تعاني من مشكلة تفشي الذكورية وسيطرة البطريركية في المجتمع الكوري، وهو الشيء المستمر منذ عقود، ولم يفلح التطور التكنولوجي والاقتصادي في التخلص منه وما زالت الأجيال الجديدة تعاني منه في مختلف الطبقات. وهو ما استدعى موجة مضادة من الفيمينيزم ودعوات المطالبات بحقوق النساء في أن تقوم النساء بالدفاع عن حقوقهن وعن وضعهن الملتبس في المجتمع عن طريق حركة تسمى ال (فور بي) ، وكلمة "بي" في اللغة الكورية تعني "لا"، بما يعني أن إسم الحركة يمكن ترجمته لحركة "اللاءات الأربعة".
واللاءات الأربعة المقصودة من المشاركات في الحركة دي هي :لا للزواج، لا لإنجاب الأطفال، لا للمواعدة، ولا للعلاقات العاطفية. بالمختصر يعني، الفصل التام بين الجنسين، إلى أن يتغير الحال.
أما إذا تتبعنا أسباب الحركة دي ومظاهر تردي مكانة المرأة الكورية في المجتمع هنلاقيها بسم الله ما شاء الله يعني بتفكرنا بحاجة كده!
على سبيل المثال، فالعائلات الكورية تفضل خلفة الذكور على خلفة الإناث، وفي بعض الطبقات ما زالت تحمل البنات مسئولية الحفاظ على شرف العائلة، الأب في المجتمع الكوري مسئولياته محدودة بينما تتحمل الأم مسئولية البيت والأولاد كاملة، ومن حق الأب إنه يخرج يسهر مع صحابه، وطبيعي إنه ما يعرفش حاجة عن مسار الحياة اليومية لأولاده بينما الستات بتشيل الشيلة كاملة وطبعا لا خروج ولا صحوبيات.
الشابات الكوريات كمان بيشتكوا من الذكورية في مكان العمل، من سهولة ارتقاء الرجال للمناصب العليا ، فيندر مثلا وجود رئيسات مجلس إدارة شركات من النساء، ده غير عدم الالتفات إلى التحرش في مكان العمل، والميل الدائم لتصديق الرجال عن النساء.
أمممم، إحم إحم، فيه شوية حاجات كده حاسة اني سمعت عنهم قبل كده، أو شفتهم قبل كده، أو مريت بيهم قبل كده، بس مش متأكدة فين!
المهم إن حركة "اللاءات الأربعة" دي كان الرد عليها من الرجال الكوريين بإنهم قالوا: يا سسسلام، بركة يا جامع، مع السلامة والقلب داعيلكم، وانتم مين اللي قالكم إن احنا هنموت ونتجوزكم والا نخلف منكم يعني؟ بلا وجع دماغ، احنا عادي نقدر بفلوسنا نأجر حد يعمل كل اللي انتم بتعملوه!
اللي واقفين بيشدوا شعرهم بسبب حالة القمص الشعبية دي بأه هم مسئولي النظام، اللي أصلا بلدهم فيها مشكلة قلة عدد مواليد، ولم تفلح كل التشجيعات إنها تصلح المشكلة دي، وبقى فيه فجوة حقيقية متوقعة بين خطط التنمية وعدد السكان، مما يبشر بكارثة مستقبلية حقيقية للمجتمع الكوري.
طبعا ده هو الفارق الوحيد بينهم وبيننا، وهي دي النقطة الوحيدة اللي هتلفت نظر أي رجل عربي سمع المقال ده أو قراه، وهتلاقيه حالا بيقول في نفسه: قلة عدد مواليد؟، طب دي مصلحة! ، قولتولي بأه كوريا دي بيهاجرولها ازاي؟!