مزال شاحبا وجه مدينة أديامان في جنوب تركيا حتى بعد مرور عام على الزلزال الذي ضرب البلاد
خسرت هذه المدينة أكثر من 8000 الاف ضحية و الالاف من البيوت و المحلات التجارية
مشاهد الدمار موجودة تقريبا في كل مكان ،
موعدنا كان مراد هذا الشاب الذي يقول إنه خسر كل شيء ، أب لأربعة أطفال أصغرهم من ذوي الاحتياجات الخاصة ، يعيش هو وزوجته و أولاده الأربعة بالإضافة الى والدته ووالدة زوجته في بيت جاهز سلمتهم إياه السلطات المحلية
منذ لقائنا بمراد لم يتوقف على سرد ذكريات ما حدث له و لعائلته
بعد الزلزال وقع منزلنا الذي كان مستأجرا أصلا، وبقينا تحت الأنقاض لمدة ساعتين
وبعدما تم إخراجنا كان كل شيء من حولنا منهارا ومدمرا، بقيت أنا و عائلتي في السيارة ونمنا فيها لمدة أربعة أو خمسة أيام
وبعد أن انتهى الوقود ، لم يكن أمامنا الا حرق الأخشاب الموجودة.
بعدها نقلنا الى خيمة و بقينا فيها انا وعائلتي وعائلة زوجتي لمدة شهرين قبل ان ننقل الى هذا البيت الجاهز.
رفض مراد أن نذيع كل ما قاله لنا عن سخطه على الوضع الحالي و عدم قدرته على التحمل بسبب وضعه المادي و مشاكله النفسية والاجتماعية المرتبطة بمساحة البيت الجاهز الضيقة و كل هذا خوفا من ان لا تسلمه السلطات المحلية في اديامان بيتا جديدا ضمن القائمة المخصصة للمنكوبين من الزلزال .
لكن زوجته كانت أكثر جرأة و عبرت لنا عن حالتها النفسية الصعبة
تقول هذه السيدة إنها لم تنم نوعا عميقا وعاديا منذ عام و إنها لم تعد تتحمل مزاجية مراد و عصبيته المتكررة بسبب الوضع العائلي الحالي
عانينا جدا بعد الزلزال وتأثرنا جدا من الناحية النفسية
بينما كنا نعيش في ١٤٠ متر ، نعيش الآن في ٢٥ مترا مكعبا
المكان ضيق جدا ومهما حاولنا تشاركه لا نستطيع
أشعر بصعوبة في تحضير الطعام للأطفال
نعيش في حزن و نشعر بالخوف لأننا نشعر أن زلزالا أخر سيحدث في أي لحظة وعندما اكون بالمنزل اخاف وعندما اذهب الى التسوق أخاف أيضا
اخاف ان يحدث زلزال وابقى تحت الأنقاض
مشاكل بيت مراد و وضعه الصعب تكاد تراها في اعين كل الأمهات و في نظرات الأطفال وانت تتجول في هذه الأحياء الجاهزة للمتضررين من الزلزال
الظروف القاسية جعلت اغلب المنكوبين يعانون من أمراض نفسية حسب ما اكدت لنا الأخصائية النفسية فيلدام بولات
لقد لاحظنا العديد من الأعراض النفسية هنا ، منهم من أصبح يعاني من فقدان للتركيز وآخرون يعانون من ألام مستعصية على الدوام و منهم من لديه تحسس من الضوضاء و الأصوات العالية بالإضافة الى أعراض أخرى
الجميع هنا في هذه الاحياء التي تشبه المخيمات ينتظرون بفارغ الصبر ان توفي الحكومة التركية بوعودها لنقل هؤلاء المنكوبين الى منازل جديدة قد تنهي عمر هذا الكابوس الذي يعيشونه.