تناولت المجلات الفرنسية في الأسبوع الثالث من شهر افريل/نيسان 2024 مواضيع مختلفة من أبرزها تحقيق عن شبكات حزب الله اللبناني في عدة دول في عالم ومقال عن استغلال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للصراع في الشرق الأوسط لصالحه.
نشرت مجلة لبوان تحقيقا وملفا من عدة مقالات عن شبكات حزب الله اللبناني الذراع المسلح لإيران في منطقة الشرق الاوسط، حيث تابع مراسلو المجلة آثار «حزب الله» في أميركا الجنوبية، حيث يسيطر على جزء من تجارة المخدرات.
واوضحت المجلة ان حزب الله اللبناني في جنوب لبنان، بات يحل محل دولة شبه فاشلة ويهدد بجر الشرق الأوسط إلى حرب مدمرة.
ويقول تحقيق مجلة إن في حي ريومار الأنيق، في بارانكويلا، وهي مدينة كولومبية كبيرة الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي، في شمال البلاد، توجد شركة تصدير مواد البناء والفحم، حيث فرضت عليها وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات منذ شهر سبتمبر 2023. كما فرضت واشنطن عقوبات على سبعة أفراد وست شركات أخرى في كولومبيا، ولكن أيضًا في فنزويلا وبنما وبليز والمكسيك، مع تداعيات تمتد إلى الصين، أستراليا وخاصة في لبنان.
وافادت مجلة لوبوان ان تمويل حزب الله يتم عبر تجارة المخدرات وتبييض الاموال، وفي قلب هذه القضية توجد عشيرة رادا، التي يتزعمها عامر محمد عقيل رادا، وهو مواطن كولومبي لبناني، ويمتلك الرجل ثلاثة جوازات سفر على الأقل، والعديد من عناوين البريد، ويقوم ايضا بإخفاء أثره و تحاشي المراقبة، فهو يعتبر عنصرا هاما ورئيسيا في شبكات حزب الله في أمريكا اللاتينية لأكثر من ثلاثين عاما.
وتابعت مجلة لبوان ان الإدارة الأمريكية تشتبه في انتمائه إلى وحدة 910، التي تسمى أيضًا بمنظمة الجهاد الإسلامي، وهي الهيكل المسؤول عن العمليات الخارجية لحزب الله الموالي لإيران.
ويدير رادا الهارب في لبنان منذ عام 2014، مع عائلته شركات استيراد قوالب الفحم، أما ابنه، مهدي عقيل الهلباوي، فقد تم تعيينه في الطرف الآخر من السلسلة التجارية، في مدينة بارانكويلا الكولومبية، حيث تمتلك العشيرة متاجر للملابس الجاهزة، ومحل مجوهرات، وحتى مطعم بيتزا.
ونقلت مجلة لبوان عن وزارة الخزانة الأمريكية في قرارها الصادر في 12 سبتمبر 2023، ان عامر محمد عقيل رادا يستخدم كعميل لحزب الله ما يصل إلى 80٪ من عائدات شركاته التجارية لتمويل حزب الله اللبناني.
ووفقا لتقارير الخبراء، فإن الكوكايين، الذي تنتج كولومبيا 70% من الإنتاج العالمي، هو المصدر الثاني لتمويل الحزب الشيعي اللبناني، بعد المساعدات التي تقدمها إيران. وتدرج واشنطن نحو 2000 فرد وشركة مرتبطة بحزب الله في ملفها الخاص بـ "أباطرة المخدرات الأجانب".
تقول مجلة لوبس إن إيران مخيفة، لأن تدخلها في الشرق الأوسط لم يعد له أي حدود منذ ان قامت بمهاجمة إسرائيل بالصواريخ والطائرات بدون طيار.
وعلى الرغم من سياسة الاغتيالات التي تستهدف مهندسين الإيرانيين التي تنفذها على وجه الخصوص الأجهزة الإسرائيلية، فقد اكتسب النظام الايراني معرفة "لا رجعة فيها" حول كيفية تخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر.
ونقلت المجلة عن رافائيل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلال منتدى الاقتصادي العالمي قائلا: إن البرنامج الايراني "يتسارع بسرعة كبيرة للغاية".
وتابعت المجلة انه من عجيب المفارقات أن القيود المفروضة على برنامج طهران النووي قد يتم تفعيلها من قِبَل حلفائها الروس والصينيين.
وتساءلت مجلة لوبس ألم يعلن السعوديون الذين هم في طريق المشروع النووي المدني أنهم لن يسمحوا لمنافسهم الإقليمي بالحصول على القنبلة الذرية دون الرد؟ لذلك فإن إيران بنظامها المتعصب مخيفة.
ترى مجلة لكسبريس ان الصراع بين إسرائيل وإيران يقدم خدمة للكرملين، من خلال تحويل اهتمام وسائل الإعلام الدولية عن الحرب في أوكرانيا.
وأدى التصعيد بين إسرائيل وإيران إلى ظهور فائز حتى دون أن يشارك في الصراع، وهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ففي وقت تحبس المستشاريات في مختلف أنحاء العالم أنفاسها وهي تراقب الأحداث في الشرق الأوسط، يواصل الجيش الروسي ضرب أوكرانيا، في حين يتأخر تسليم الأسلحة والذخائر الغربية إلى كييف. "
واضافت مجلة لكسبريس انه من الناحية الاستراتيجية، لدى موسكو مصلحة كبيرة في فتح "جبهات ثانوية"، كما يعتقد Jean-Sylvestre Mongrenier جان سيلفستر مونجرينييه، من معهد توماس مور، وهذا ما يدفع الولايات المتحدة وحلفائها الرئيسيين إلى تشتيت انتباههم وطاقتهم السياسية، ولكن أيضًا إلى إعادة توزيع دبلوماسيتهم وجهودهم وإمكانياتهم العسكرية.
وتابعت مجلة لكسبريس ان موسكو تواصل دعم "محور المقاومة"، وهو التحالف السياسي العسكري بين إيران وسوريا والميليشيات المسلحة الموالية لإيران.
كما ان في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تم أيضًا استقبال وفد حماس في وزارة الخارجية في موسكو وتحت إشراف غير رسمي من وزارة الدفاع الروسية، بالإضافة الى وجود صلات بين مرتزقة مجموعة فاغنر مع حزب الله لكن موسكو تظل حذرة.
وتقول آنا بورشيفسكايا، الخبيرة في معهد واشنطن :
إن روسيا حريصة على عدم تحويل مواردها العسكرية من أجل الاحتفاظ بها في أوكرانيا ، ولهذا السبب تخشى انفجار الصراع على المستوى الإقليمي.