فكرة قلقة عابرة
زرقة خلابة.. أخضر سندسي ممتد ووجه حسن هادئ
عجلات العربة تدور وتدور وموسيقى كلاسيكية في خلفية المشهد
أرجو ألا يكون للسيارة آذان أو ذاكرة..
: ما الذي يدعو الناس الى حرق السفن وهم فيها؟
: حاجة ما فقدت في تلك العلاقة مثلا؟
: للأسف.. بعض الناس عندما يواجهون مشكلة مع مشاعرهم تجاه موقف معين أو تحد يمرون به، يلجأون الى معاقبة أنفسهم ومن حولهم بغض النظر عما يمكن أن تؤول اليه الأمور.
: قد تمضي سنوات يبدأ بعدها محاولات لرأب الصدع في السفينة التي كانت تحمل ركاباً آخرين.. فينتبه أن المركب لم يعد موجودا أصلا وأن الركاب اختفوا، بعضهم غرق وآخرون نجوا واستقروا بعيداً بعيداً بعيداً
حديث عابر
اليوم في إحدى المدن الصغيرة في وسط منطقة جويلف بكندا، دخلتُ وصديقتي محلاً لبيع الأدوات المنزلية، سألتنا السيدة المسنة: ماذا تتكلمون؟ قلنا: العربية، قالت: صوت لغتكم جميل لكنه صعب.. قلت: ليس تماما، هل تودين تعلم كلمة عربية؟ قالت نعم (كلمة تحية) قلت: أهلا. أعادت الكلمة مبتسمة: (أهلا)..
وقفنا عند الدفع، تابعت: هل أنتم من المنطقة المنكوبة (تقصد غزة)، قلت: نعم هؤلاء أهلنا... بدا عليها التأثر وقالت: أنا آسفة جداً لما يحصل وهو أمر لا يُحتمل.
فكرة قلقة دائمة
ما الذي يجعل شخصا في علاقة إنسانية قوية مثل صديق طفولة أو رفيق عمر يستغني فجأة عن الطرف الثاني دون أن يقدم سببا لذلك؟
لماذا ينأى الناس بأنفسهم عن المواجهة؟
: هل يختفي شعور التعاسة بأن تفقد شخصا عزيزاً على قلبك لأنه قرر ذلك دون الرغبة في الإفصاح عن السبب؟
: بعد مدة يصبح مثل ألم جرح رصاصة قديم لم يقتلك.. يوجعك في ليلة باردة..
حديث سكينة
نحن نوع من الناس نحب أن نربط تفاصيل حياتنا اليومية بالذكريات..
فتجعل من صنع فنجان القهوة الصباحي اليومي..روتيناً محبباً وولوجاً سعيداً في مشهد صباح عمّاني يحمل عطر الوالدة وابتسامة صديق قديم وهدية من خال لم نره منذ زمن..
وتجعل من كوب الشاي على حافة النافدة قصيدة، تحمل أبياتا تتغزل بأمي وابتسامتها.. وبعض أيام من حياتي قضيتها أجمع زهرات الياسمين عقداً يطوق عنقها المبارك.