زرت مطعما مغربيا مؤخرا، وكنت سعيدة أنني سأتذوق الطعام المغربي رغم علمي المسبق أنه لن يكون بنفس لذة الأكل المغربي الذي تذوّقْتُهُ عندما كنت أعيش في المغرب.
المطعم أسعاره بالطبع خيالية مثل كل المطاعم العربية هنا، ولكنني كنت سعيدة بكل الأحوال أنني سأعيش ساعات من السعادة في أجواء عربية في مطعم اسمه معبر جداً عن الثقافة العربية "حبيبي". وبالطبع تم اختيار هذا الاسم لأنها الكلمة العربية التي يعرفها كل السويديين.
عندما جلسنا قالت لي صديقتي، الشرق الأوسط فيه الكثير من الجمال، من مأكولات لطبيعة لأماكن تاريخية، لولا وجود الحروب، والنزاعات الدائمة لكنت زرته بشكل مستمر. وبينما أنا أسمعها تذكرت لبنان الحبيب، وجماله، وتحدثنا كيف أن الشعب اللبناني رغم كل شيء يحب الحياة، ويحاول أن يعيش وأن يبدع في أعماله، ولم ييأس أبدا، تذكرت اليمن بلدي الذي من الممكن أن يصبح قبلة سياحية لكل العالم لكثرة التنوع، والجمال الذي فيه.
لم نتحدث فقط عن جمال الأرض، ولكننا ذكرنا أيضا طيبة شعبها، ربما الفقر، والتطرف الديني، والجهل، والحروب المستمرة، والظلم جعلت نفسياتهم تملؤها الأحقاد، ليزداد الفساد، والعنف، ولكن رغم ذلك ما زال فيهم الكثير من الإيثار، والكرم، وحب مساعدة الآخرين.
فتخيل معي لو كانت هذه الشعوب تعيش في أمان في ظل دول عادلة، ومساواة، وأمان مادي، وعدالة اجتماعية، وقوانين مدنية، وعلوم حقيقية ترفع من شأن الإنسان بدلًا من العلوم التي يدرسها الكثيرون التي تحولهم لكارهين، ومتطرفين، وقتها بالتأكيد ستكون هذه الشعوب أفضل بكثير، وهذه الأرض ستكون جنة.. سيكون شرقا أوسط جميلا مختلفا تماما عن اليوم، ولعل ذلك اليوم يأتي.