أهلا بكم إلى النشرة العلمية ونوافيكم بعناوينها:
رسكلة وعملية تدوير أغصان الزيتون تساعد في تخضير قطاع السيّارات
الأشجار الطبيعية لزينة الميلاد تعطى لها حياة ثانية في السويد وتستفيد منها الحياة البحرية
أدغال الأمازون تأوي مستوطنات مدفونة وطرقا كثيفة
مخلّفات شجرة الزيتون من تشذيب الأغصان والأوراق المتساقطة بعد قطاف الزيتون ستلعب دورا غير متوقّع في تخضير صناعة السيارات. تمكّنت شركة فورد للسيّارات من استغلال مخلفات تقليم أشجار الزيتون لتصنيع قطع غيار لسياراتها. عملت شركة Ford على هذا المشروع التجريبي الذي حمل اسم COMPOlive ما بين أعوام 2020 و2023 واستفادت من نفايات تقليم أشجار زيتون الأندلس حيث تنتج تلك المنطقة الإسبانية 10 بالمائة من محصول زيت الزيتون العالمي وحيث عمليات تشذيب تلك الأشجار تولّد سنويا 7 مليون طن من النفايات نباتية المصدر.
من خلال إنتاج مركّبات حيوية على شكل حبيبات، تتكوّن من 40% من ألياف الزيتون و60% من بلاستيك polypropylène المعاد تدويره، استطاعت شركة Ford أن تصنّع مداخل صناديق السيّارات ومساند القدمين باعتمادها على تقنية injection molding أي تقنية القولبة بالحقن لتصنيع قطع غيار بلاستيكية للسيّارات. إنّ الأكسسورات البلاستيكية لسيارات Ford والتي كانت نفايات الزيتون في صلب مواد تصنيعها تميّزت بمواصفات القوة والمتانة والمرونة بحسب ما أفاد به خبير القولبة بالحقن .Thomas Baranowski
تجدر الإشارة إلى أن شركة Ford بالشراكة مع جامعة Guelph في كندا حوّلت في العام 2019 نفايات تحميص حبوب البن في قهوة McDonald’s حوّلتها إلى مواد حيوية دخلت في صناعة أغطية المصابيح الأمامية التي تميّزت بخفّة الوزن والمتانة لصالح سيارة Lincoln Continental.
حلول مراعية للبيئة تتيح إبقاء أشجار الميلاد مفيدة بعد استعمالها في الزينة
جرياً على تقليد بدأ اتباعه في السويد قبل سنوات بمبادرة من الجمعية الوطنية لصيّادي الأسماك، ترمى الأشجار الطبيعية لزينة عيد الميلاد في المياه الجليدية القريبة من سواحل ستوكهولم ما إن تنتهي فترة أعياد رأس السنة.
تساهم أشجار الزينة المرمية في الماء في إعادة التوازن إلى المنظومة البيئية المعرّضة للخطر بفعل الأنشطة البشرية. فحيث تمرّ بكثرة القوارب والسفن، لا تعود متواجدة النباتات اللازمة لتكاثر الأسماك. لتعويض ما فقد من النباتات تستخدم أشجار الزينة لتكون مكاناً مثاليا تضع فيه الأسماك بيوضها، وتختبئ فيه صغارها. هذا الحلّ البيئي يوصف بالناجح من قبل المسؤولة في الصندوق العالمي للطبيعة Yvonne Blomback التي شدّدت على أنّ المحافظة على مواطن الأسماك في منطقة البلطيق لها أهمّية كبيرة لكونها جزءاً من السلسلة الغذائية التي تساهم في تنظيم الطحالب البحرية التي تتعرّض في السويد إلى الخراب بفعل تخصيب الأراضي الزراعية وما يصبّ عن عملياتها في البحر.
إنّ مبادرة رمي أشجار زينة الميلاد في الماء والتي أطلقتها جمعية Sportfiskarna منذ العام 2016 اتّسع نطاقها من العاصمة ستوكهولم ليشمل مناطق سويدية أخرى.
أدغال الأمازون تأوي مستوطنات مدفونة وطرقا وحدائق كثيفة
وفق الذهنية السابقة، كانت غابات الأمازون برّية وعذراء لا تضم سوى مجموعات صغيرة من الناس لكن الاكتشافات الحديثة على ضوء دراسة الخرائط باستخدام تقنية استشعار الليزر، أظهرت ماضيها الحضاري الذي أوى عشرة آلاف إنسان أي بمقدار عدد سكّان لندن اليوم. فضمن الدراسة الفرنسية التي نشرتها حديثا مجلّة Science، أفاد علماء آثار فرنسيون وبريطانيون بأنّ أدغال الأمازون تضمّ مجموعة معالم لمستوطنات إحداها كانت مدينة تتألّف من مبان وحقول زراعية وقنوات وحتى شبكات كثيفة من الطرقات المتّصلة. إحدى تلك الطرق هي بطول 20 كيلومترا وبعرض 10 أمتار. أمّا الشعب الذي سكن مستوطنات الأمازون فعرف باسم Upano الذي استمر فيها بين 500 ق.م إلى 300 أو حتى 600 ميلادية، تلك الفترة الزمنية المعاصرة تقريبا للإمبراطورية الرومانية في أوروبا.
تميّزت المستوطنات المكتشفة في أدغال الأمازون بوجود آلاف التلال الترابية التي أقيمت عليها مبان. علما بأنّ بناء الطرق وآلاف التلال الترابية كان يتطلب نظاما متقنا للعمل الجماعي المنظم "فلقد بنى شعبا الإنكا والمايا عمرانيهما بالحجارة، لكن شعب الأمازون لم يكن لديه حجارة متاحة للبناء، لذلك بنى بالطين" طبقا لرأي José Iriarte عالم الآثار في جامعة University of Exeter .