الشرق الأوسط
أزمة غوتيريش أم الأمم المتحدة؟
إميل أمين
يتساءَلُ إميل أمين: هل الأمينُ العامُ للأممِ المتحدة في أزمةٍ من جَرَّاءِ تصريحاتِه بشأنِ ما يجري في غزة؟ أم أنَ الأزمةَ في حقيقتِها تتجاوزُهُ إلى البنيةِ الهيكليةِ للأممِ المتحدةِ، التي تبدو علائِمُ الشيخوخةِ على مُحيَّاها؟
ويتابعُ أن غوتيريش، ومنذُ أن صرَّحَ بأنَ ما جرى هو ردةُ فعلٍ طبيعية، تتعلقُ بمظالمٍ فلسطينية لطيلةِ ستةٍ وخمسينَ عاماً من الاحتلال، وأبوابُ الغضبِ الإسرائيليِ مفتوحةٌ عليه، ومن ورائِهِ المؤسسةُ الدولية.
ويقولُ الكاتب، إن حكومةَ نتنياهو، وغالبُ الظنِ من يدعمُها في الدوائرِ الغربية، وفي مقدمِها الأميركية، لن تغفُرَ للرجلِ «لحظةَ صدقٍ»، تجاوزَ فيها «أكاذيبَ الدبلوماسية»، ووضعَ العالمَ أمامَ حقيقةٍ باتَت مُخَضَّبةً بدماءِ الأطفالِ صباحَ مساء، كلِ يومٍ في غزة.
يستذكرُ الكاتبُ حصولَ غوتيريش قبلَ ثلاثةِ أعوامٍ على جائزةِ تيودور هرتزل من المؤتمرِ اليهوديِ العالمي. ويتساءَلُ: هل ولَّى زمنُ العِلاقاتِ الدافئة بين غوتيريش والدولةِ العبرية؟ أم أنَ الجليدَ باتَ يكسو علاقاتِ إسرائيل بالكاملِ مع هيئةِ الأممِ المتحدة؟
ويشيرُ إلى أن بياناتِ منظمةِ رقابةِ الأممِ المتحدة غيرِ الحكومية، تشيرُ إلى أنَ الجمعيةَ العامة قد أصدرَت بينَ عامي ألفينِ وخمسةَ عشر، وألفينِ واثنينِ وعشرين، نحوَ مئةً وأربعينَ قراراً تنتقدُ فيها إسرائيل حولَ بناءِ المستوطنات، وضمِ الجولان، بينما لم يصدُر عنها سوى ثمانيةٍ وستينَ قراراً بشأنِ كلِ مناطقِ العالمِ الأخرى.
الخليج الإماراتية
سقوط الكراهية
افتتاحية الصحيفة
تقولُ افتتاحيةُ الصحيفة، إن حالةَ سقوطِ وزيرةِ داخليةِ بريطانيا سويلا بريفرمان، تُمثِلُ أنموذَجاً لسقوطِ الكراهيةِ والعنصرية، عندما تتجلى بالفعلِ والممارسة، لذلك جاءَت إقالتُها من منصبِها، نتيجةً طبيعيةً لسلوكٍ سياسيٍ غيرِ سَوي، يحمِلُ مقداراً كبيراً من الكراهيةِ والحقدِ تجاهَ الآخر، المختلفِ سياسياً ودينياً ولغوياً.
وترى افتتاحيةُ الخليجِ الإماراتية أن بريفرمان تمادَت كثيراً في مواقِفِها المتحيزةِ لإسرائيل على وقعِ الحربِ في قطاعِ غزة، جراءَ تظاهراتِ الغضبِ العارمةِ في بريطانيا، الداعيةِ إلى وقفِ المجزرةِ بحقِ الأبرياء، الأمرُ الذي اعتَبَرتهُ استفزازاً شخصياً لها.
وتتابعُ الصحيفة، أن اللافتَ هو أن هذه الشخصية هي من أصولٍ إفريقيةٍ، من المفترضِ أن تكونَ على درايةٍ بمعاناةِ الشعوبِ الإفريقية، طوالَ سنواتِ الاستعمار، وأن تتخِذَ مواقفَ فيها شيءٌ من العدالةِ والحقِ تجاهَ شعوبٍ أخرى تعاني الاحتلالَ، لكن يبدو أن بعضَ هؤلاءِ من جذورٍ إفريقيةٍ أو آسيوية، مِمَّن يتبوؤونَ مناصبَ سياسية في بلدانِهِم يتناسونَ جذورَهُم، ويتخذونَ نهجاً سياسياً متطرفاً، وكأنه انتقامٌ من ماضيهِم، تختمُ الصحيفة.
العربي الجديد
المكارثية الجديدة
علي أنوزلا
يقولُ على أنوزلا إن دولاً غربيةً عديدة، تعيشُ هذه الأيام تحتَ شبحٍ مخيف، بسببِ الاستقطابِ الحادِّ والعميق، الذي يَتَّسِمُ بهِ النقاشُ بشأنِ الحربِ الإسرائيلية في غزّة.
ويتابعُ أنَ ما نشهدُهُ اليوم ليسَ جديداً، فهو مشابهٌ لما جرى بعدَ أحداثِ الحادي عشرَ من سبتمبر في الولاياتِ المتحدة، ما أدّى إلى ما سُمِّيَت "الحربَ على الإرهاب"، التي أدخلَتِ العالمَ في فترةٍ من القمعِ بكلِ أشكالِهِ الماديةِ والمعنويةِ والفكرية.
ويقولُ الكاتبُ، إنَ الحربَ الإجراميةَ التي تقترِفُها إسرائيلُ حالياً ضدَ الفلسطينيين، أدّت إلى الكشفِ عن الوجهِ الآخر لأنظمةِ دولٍ غربية لا تُخفي تأييدَها ودعمَها لإسرائيل.
ويتابعُ أن هذه الدول، تشهَدُ عودةَ مكارثية جديدة، تستهدفُ أنصارَ القضية الفلسطينية، ومنتقدي سياساتِ الحكوماتِ الغربيةِ الداعمةِ لإسرائيل، وكلَ نشطاءِ السلامِ المطالبينَ بوقفِ الحربِ لأسبابٍ إنسانية.
يضيفُ على أنوزلا، إنَ كلَ انتقادٍ لحكومةِ إسرائيلَ المتطرّفة، باتَ يُوسَمُ بمعاداةِ السامية. وأن المكارثيةَ الجديدة تتجلى بوضوحٍ في استخدامِ كلِ أساليبِ الترهيبِ لإسكاتِ الأصواتِ المؤيدةِ للحقّ الفلسطيني.
ويشيرُ الكاتب، إلى أن شخصياتٍ عديدة لم تسلَم من هذه المكارثية، مثلَ النائبةِ الأميركية رشيدة طليب، وزعيمُ حزبِ فرنسا الأبية جان لوك ميلونشون، والزعيمُ السابقُ لحزب العمالِ البريطاني جيريمي كوربن، وأن الخطِرَ فيها هو أنها تتماهى في مرجعيَّتِها مع الإسلاموفوبيا.