جولة في الصحف العربية الصادرة هذا اليوم الأحد 24 آذار مارس 2024.
يقولُ محمود حسونة في المقال، ليسَ صحيحاً أن دولَ العالمِ الأول تؤثرُ في دول العالم الثالث، ولا تتأثرُ بها، تُصدّر إليها ولا تستورد منها.
ويتابعُ أن الغربَ لم يأخذ من دولِ العالمِ الثالث فقط، ولكنهُ أخذَ من الدولِ القمعية، استوردَ منها أسلوبَ التعاملِ مع التظاهراتِ الاحتجاجية، مشاهدَ قمعِ التظاهراتِ في شوارعِ المدن الأمريكية والعواصمِ الأوروبية مراراً خلال السنوات الماضية. وصولاً إلى تزييفِ الحقائقِ في بعضِ المحطات، وهو ما لمسَهُ العالمُ من متابعاتِ الحربِ الغربيةِ الروسيةِ في أوكرانيا، والحربِ الاسرائيليةِ على غزة، وكلتاهُما مدعومةٌ من أمريكا والغرب، عسكرياً واقتصادياً وإعلامياً.
ويضيفُ أن الولاياتِ المتحدة أخذت من العالمِ الثالثِ أيضاً مصطلحَ «حمّام دم»، الذي استخدمَهُ المرشحُ الرئاسي الأمريكي، دونالد ترامب، للتهديدِ بإغراقِ البلادِ في حمامِ دمٍ حالَ عدمِ فوزِهِ في الانتخابات في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. المصطلحُ أشعلَ حرباً سياسيةً بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، حربَ تأويلاتٍ وتفسيرات، يسعى خلالها الديمقراطيون والإعلامُ المؤيد لبايدن، استغلالَه للتدليلِ على أن ترامب داعيةُ عنفٍ وفوضى، وحالَ فوزِهِ سيكونُ أكبرَ مهددٍ لقيمِ الديمقراطيةِ الأمريكية.
يقولُ نبيل عمرو إن حربَ غزة عمّقت انقسامَ العالم، ومعاركَ «الفيتو» المتبادلة أظهرت ذلك، بعد أن سبقت الشوارعُ مراكزَ القراراتِ الرسمية، في إدانةِ المقتلةِ الإسرائيليةِ الفادحة، التي لم يَعُد الضميرُ الإنسانيُ قادراً على التغاضي عنها كما كان يحدثُ من قبل.
الضحيةُ الأولى قبلَ إسرائيل هي أميركا، التي تحاولُ بدبلوماسيَتِها كثيرةُ الحركة وقليلةُ المردود، أن تتجنَّبَ المسؤوليةَ الأولى عن هذه الحرب، إلا أنَّها لا تُفلِحُ، فهي ما تزالُ في نظرِ العالمِ الشريكَ المباشِرِ فيها إن لم نَقُل عرّابَها الأعلى.
يتابعُ الكاتب، صحيحٌ أنَّ عمليةَ السابعِ من أكتوبر كانت بقوةِ زلزالٍ ضربَ المعادلاتِ السياسيةَ السائدة، إلا أنَّ الرَّد الإسرائيلي عليها، تجاوزَ الحدَ الذي يمكن أن يهضُمَهُ العالم، ليتحولَ إلى حربِ إبادةٍ لأهلِ القطاع، مترافقةً مع حربٍ شرسةٍ في الضفة، ذلك مع مضاعفةِ مصادرةِ الأراضي وتطويرِ الاستيطان وتوسيعِهِ.
يختِمُ نبيل عمرو، أنه نُقل عن السيد بلينكن وقبلَهُ الرئيس بايدن، تحذيرُهُما لإسرائيل من عزلةٍ دولية، إذا ما استمرت في حربِها على غزة، وهذا التحذيرُ لا يخُصُ إسرائيل وحدَها، بل أميركا كذلك فها هي تواجِهُ الإخفاقَ حيثُما ذهبت، وهذا يعني تزايدَ العزلةِ عن الأصدقاءِ والحلفاءِ والشعوب.
كتبَ مختار الدبابي يقولُ إن عملياتِ سبرِ الآراءِ الموجهة، سَبَقَ أن نجحت في تحويلِ وجهةِ نظرِ الناخبين، مستفيدةً من حقيقةِ أن التونسيينَ يغيرونَ آراءَهُم مزاجياً.
ومع تأكيدِ موعدِ الانتخاباتِ الرئاسيةِ في أكتوبر القادم، ينتظرُ التونسيونَ أن تَنشَطَ عملياتُ سبرِ الآراء، مثلما كان يحدثُ في المناسبات الانتخابية السابقة، وخاصة انتخابات 2019 الرئاسية، وقد كانت لها بصماتٌ واضحةٌ بل ومُجدِدَةُ فيها.
ويضيفُ أن الإسلاميين كانوا دائماً يعتبرونَها خطةً من جهاتٍ خفية، للتأثيرِ على الرأيِ العام، من أجلِ منعِهِم من الحصولِ على نتائجَ مؤثرة في البرلمانِ أو المجالس البلدية.
أما خصومُ الإسلاميين فكانوا يرونَ في عملياتِ سبر الآراء علامةً إيجابيةً، على أن التونسيينَ لديهِم وعيٌ كافٍ للوقوفِ ضدِ الإسلاميينَ وسيطرتِهِم.
ويختِمُ المقال، بأنَ البعضَ يقولُ إنه حانَ الوقتُ لتنظيمِ عملياتِ سبرِ الآراء بقانون، وإنَ التوقيتَ مناسبٌ لضبطِ عملِها وربطِهِ بالقانون، بما يَفرِضُ عليها التزامَ الشفافية، وإجراءَ سبرِ آراءٍ حقيقيٍ، وغيرَ موجهٍ لفائدةِ أجنداتٍ بعينِها.