كان عاشقا لكرة القدم منذ طفولته، لكن والده كان يمنعه منها. كان تلميذا نبيها، لكن والده، ولسبب ما، كان يتصور أن كرة القدم ستلهيه عن دراسته.
اليوم، وهو أب، صار تماما مثل والده، لكن في الاتجاه المعاكس؛ حيث يفرض على ابنه ممارسة كرة القدم. المراهق الصغير لا يكرهها، لكنه في نفس الوقت ليس شغوفا بها.
أبناؤكم ليسوا طريقا لأحلامكم
كان عاشقا لكرة القدم منذ طفولته، لكن والده كان يمنعه منها. كان تلميذا نبيها، لكن والده، ولسبب ما، كان يتصور أن كرة القدم ستلهيه عن دراسته.
اليوم، وهو أب، صار تماما مثل والده، لكن في الاتجاه المعاكس؛ حيث يفرض على ابنه ممارسة كرة القدم. المراهق الصغير لا يكرهها، لكنه في نفس الوقت ليس شغوفا بها.
حكاية هذا الأب حقيقية، وهو يعيش الآن حالة من الإحباط لأن ابنه، كلما تقدم في السن وفي تجارب الحياة، أصبح يعبر عمّا يريده وما لا يريده... وهو يدرك أنه لا محالة، سيقف يوما ما في وجهه ليقول له: "أبي العزيز، لا أحب ممارسة كرة القدم. قد أتابع المباريات باهتمام، لكن رياضات أخرى تستهويني لممارستها".
حكاية هذا الأب ليست استثنائية.... كثيرون يعتبرون أنفسهم آباء وأمهاتٍ متحضرين؛ لكنهم يصرون على تصورهم الخاص لما يجب أن يفعله أطفالهم، ليس فقط على مستوى القيم والسلوكيات والأخلاق، لكن أيضا في التخصصات الدراسية والرياضية وفي الحب والزواج لاحقا!
ذات زمن، قال جبران خليل جبران: "أولادكم ليسوا لكم. أولادكم أبناء الحياة المشتاقة إلى نفسها. بكم يأتون إلى العالم، ولكن ليس منكم. ومع أنهم يعيشون معكم، فهم ليسوا ملكاً لكم. أنتم تستطيعون أن تمنحوهم محبتكم، ولكنكم لا تقدرون أن تغرسوا فيهم بذور أفكاركم، لأن لهم أفكارا خاصةً بهم".
مرت عقود منذ قالها جبران، لكن الكثير من الآباء والأمهات يفشلون أمام امتحان استقلالية الأبناء.
كنت تريد أن تكون لاعب كرة قدم؟ كنت تحلمين بأن تصيري طبيبة؟ تحب الموسيقى؟ تعشقين الرسم؟ قد تكون لكم إحباطاتكم الخاصة لأن الأهل ذات زمن لم يؤمنوا باختياراتكم. لكن، هل من حقكم اليوم أن تجعلوا من أبنائكم طريقا لتحقيق أحلامكم الضائعة؟
إنه ليس امتحانا سهلا... لكنه امتحان مهم ويومي على كل أب وأم اجتيازه: أحلامكَ التي لم تحققها وطموحاتكِ التي لم تصليها، لا يحق لكما أن تمرراها بالإكراه لجيل قادم قد تكون له اختيارات مختلفة!