واشنطن مستنزفة بسبب إسرائيل , بين التهجير داخل غزة او الى مصر,وخطة طوارئ لبنانية على وقع التوتر جنوبا . هذه العناوين وغيرها تناولتها المواقع والصحف العربية اليوم.
العربي الجديد: هشاشة إسرائيل ومعضلة واشنطن
كتب أسامة أبو ارشيد ان المراهنة الأميركية والعربية على إسرائيل كمعادل موضوعي للقدرات والنفوذ الإيراني في المنطقة بدا أنها تتداعى بعد هجوم حماس الأخير, خصوصاً أنه جاء بعد أشهر طويلة من الانقسام الإسرائيلي الداخلي على خلفية الإصلاحات القضائية. هذا ما دفع إدارة بايدن إلى العودة إلى المنطقة لتمكين إسرائيل من ترميم صورة الردع التي مسّت بشكل كبير، وكي تمنع فتح جبهاتٍ جديدة ضدّها، بما قد تنتج منه حربٌ إقليمية قد لا تتمكّن إسرائيل من احتمالها.
المعضلة بالنسبة لواشنطن , يقول أبو ارشيد في العربي الجديد أنها تغامر بالتورّط في حربٍ إقليمية، إن اندلعت، في حين أن حجم القوات والقدرات العسكرية التي نشرتها في المنطقة لا تكفي لخوض مثل هذه الحرب مع دولةٍ مثل إيران ووكلائها. حينها، قد تضطرّ الولايات المتحدة إلى إرسال عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين إلى المنطقة، ونشر قدرات عسكرية هائلة فيها، وهذا إن تمَّ سيجهض استراتيجيتها القائمة على احتواء الصين في شرق آسيا، واستنزاف روسيا في أوكرانيا. باختصار، صحيح أن الولايات المتحدة متورّطة وفق رأي الكاتب, وشريك مباشر لإسرائيل، إلا أنها تفعل ذلك على حساب مصالحها الاستراتيجية الكبرى، وهي ستبقى مستنزَفة في الشرق الأوسط, دائما وفق العربي الجديد.
الشرق الأوسط: سؤال المليون فلسطيني إلى مصر.
في استنتاج لعبد الرحمن الراشد, فإن الموضوع الأخطر، الذي أفرزته الحرب بين حماس واسرائيل، وتهجير نحو مليون شخص من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، وربما تهجيرهم من جنوبه إلى سيناء المصرية، وسيكون الأكبر في هجرات الفلسطينيين منذ حرب 1967. ولكن هل إخراج نحو ثلث سكان القطاع إلى مصر أمر ممكن الحدوث؟
النزوح الأول من شمال غزة إلى جنوبها، جزء من المعركة مع حماس، ولاحقاً سيكون منطقة عازلة كبيرة واسعة تحمي حدودها. في حين أن تهجير المليون فلسطيني إلى مصر قضية تعني كل دول المنطقة. فهل هو طرح واقعي؟ من المستبعد حدوثه في الظروف الحالية لاعتبارات عديدة, بحسب الشرق الاوسط. أبرزها، أن مصر ترفض تماماً لاعتبارات سياسية وأمنية. مصر بلد حليف للولايات المتحدة، وإسرائيل نفسها لن تضحي بعلاقتها الدبلوماسية مع مصر. لهذا تهجير الفلسطينيين لن يتم من دون موافقة مصر التي من المؤكد أنها ستعارض. الوضع مختلف، لو أن حالة الاشتباكات مع سوريا أو لبنان، ربما تدفع إسرائيل بسكان المناطق المتاخمة، إن وجدوا، باتجاه الحدود.
الاخبار اللبنانية: الحكومة تتجهّز للحرب.
تعرض الصحيفة تفاصيل خطة الطوارئ ،حيث تمّ تقسيم لبنان جغرافياً إلى ثلاث مناطق: المناطق التي قد تكون عرضةً للاستهداف وتشمل الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت وبعلبك - الهرمل، ومناطق الدعم الإغاثي في بيروت وصور وصيدا والبقاعين الأوسط والغربي، ومناطق استقبال النازحين، وتضمّ الشوف وعاليه ومناطق الشمال، إضافة إلى بيروت وصيدا. ووفق المعلومات، طُلِب من كل وزارة تحديد احتياجاتها لتُصبِح أكثر جهوزية، ومن هيئات الأمم المتحدة وضع خطط استجابة.
وتشير مصادر صحيفة الاخبار الى ان التشبيك سيتم على مستويين، الأول بين الوزارات ومنظّمات الأمم المتحدة لتنسيق الأعمال المرتبطة بحالات الطوارئ إن حصلت، وإرسال ما هو مطلوب. والثاني، محلّي على مستوى الأقضية، يرافقه استحداث غرف طوارئ وإدارة كوارث في المحافظات.
القدس العربي- إسرائيل… صراع مع الذات.
نور الدين ثنيو يوضح ان هذا المشهد الجديد هو الذي يطلق عليه، السابقة غير المعهودة في حروب ومعارك ومداهمات إسرائيل مع الفلسطينيين، والذي يجب أن يؤسس عليه مصير إسرائيل ووجودها في المنطقة، لأن كل ما يجري يعزى إلى سياستها التي تظهر حالة إفلاس سياسي، على ما يبرهن عليه اليمين الإسرائيلي في إخفاقات متكررة ومتتالية في تشكيل حكومة تستقر على ما يعيد للذات النظرة الصائبة للأمور.. لكن هذا الفشل هو الذي أوصل هذه السياسة إلى حرب حامية مع الفصائل الفلسطينية. فقد زاد اليمين الإسرائيلي من تطرفه إلى أقصى اليمين ولم يعد بوسعه أن يزيد.. بل سقط أسفل الجدار، على ما يقول الفرنسيون، وبقي مصرا على الاستثمار في إلحاق الضربة الموجعة بالفلسطينيين، كأفضل سبيل إلى الوصول إلى الحكم والبقاء فيه.. لكن هذه المرة وبعد مرور دورة نصف قرن عن الحرب المباغتة ت1/ أكتوبر1973، لم يعد الأمر في مواجهة العرب والمسلمين، بل في مواجهة إسرائيل لذاتها، عندما تفشل في تشكيل حكومة وفي الاستثمار في الحرب، وتلك هي المعضلة الإسرائيلية القائمة اليوم, في مقال في القدس العربي.