يوم ١٠ أكتوبر هو اليوم العالمي للصحة النفسية، يأتي هذا اليوم في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوطات النفسية، وأغلبنا يشعر أنه يعيش ألف حرب في اليوم الواحد بسبب متابعته للأخبار. هناك من يظن أن فقط من يعيشون الحروب هم من يعانون من الصدمة النفسية، بينما من يجلس في بيته، ويفتح هاتفه، أو التلفاز ليتابع الأخبار المأساوية لا يتأثر نفسيا بنفس القدر، ولكن هذا غير صحيح إطلاقاً.
على موقع (psychology today) كتبت (دانييل ريندر تورمو) -وهي أخصائية استشارية متخصصة في العمل مع الناجين من الصدمات- قائلة: "إن المفهوم الذي قد يساء فهمه، أو غير معروف من قبل الكثيرين، ينطوي على ضعف الدماغ البشري الذي يتأثر سلبًا بالأحداث المؤلمة حتى لو لم نختبرها شخصيًا. ويسمى هذا المفهوم الصدمة غير المباشرة. لقد أعطتنا الصدمة غير المباشرة فهمًا أن مشاهدة الأحداث المؤلمة، أو حتى مجرد المعرفة بالأحداث يمكن أن تكون لها عواقب سلبية على صحتنا العقلية. لقد تم التعرف على الصدمات غير المباشرة باعتبارها صراعًا قد يواجهه مقدمو خدمات الصحة العقلية، والمستجيبون الأوائل، والمهنيون الطبيون، وغيرهم من المهنيين الذين يتعرضون بشكل روتيني للصدمات، ومع ذلك تكشف الأبحاث الآن أنه قد تكون هناك صلة بالتوتر الناتج عن الصدمة، والضيق، ومشاهدة الأحداث المؤلمة في الأخبار.
وبشكل أكثر تحديدًا، توصلت الأبحاث إلى أن مشاهدة المواد المؤلمة في وسائل الإعلام يمكن أن يؤدي إلى شعور المشاهدين بالقلق، وصعوبات في التكيف، والخوف الشديد، ومشاعر العجز، وفي بعض الحالات حتى اضطراب ما بعد الصدمة (رامسدن، 2017)".
هذا المقال يذكرني بطفولتي، وكيف كنا نشاهد الحروب في التلفاز، والأطفال المشوهة تحت الأنقاض، ثم كبرنا، واستمر الوضع على ما هو عليه، المدرسة توترك نفسيا، وتحدثك عن الحروب، الجامعة تضع صور قتلى على جدران الجامعة. ماذا تتوقعون أن يكون حال من يتعرض لهذا الكم الهائل من الضغط النفسي؟ ينتج عن ذلك ما نشاهده اليوم من حالات نفسية مضطربة، وتزايد للعنف والجريمة. لذلك أرى أن أهم ما تحتاجه منطقتنا العربية - بالإضافة للسلام- هو العلاج النفسي من آثار ما بعد الصدمة، ربما بعد ذلك يمكننا التفكير بشكل صحيح.