هذه هي الثلاثية التي تشكل معنى الحياة عند الفيلسوف النمساوي المعاصر فيكتور فرانكل. ما معنى الحياة ؟
هو سؤال فلسفي قديم ومستمر، يشغل بال الإنسان منذ الأزل. كيف نجد الهدف والقيمة في وجودنا؟ هل هناك إجابة واحدة صحيحة أم أنها نسبية؟ كيف تغيرت طرق تفسير معنى الحياة عبر التاريخ والثقافات؟
فيما قبل الحداثة، كانت الفلسفة ترتبط بالدين واللاهوت والتراث اليوناني القديم، وكانت تتناول موضوعات مثل الروح والله والخير والشر والعقل
حيث اعتبر أفلاطون وابن رشد أن معنى الحياة يكمن في تحقيق أعلى شكل من أشكال المعرفة وهو نموذج الخير بينما رأى شوبنهاور أن الحياة فوضوية وبلا معنى !
الحداثة ومعنى الحياة
الحداثة هي حركة فكرية وثقافية نشأت في أوروبا في القرن الثامن عشر، وانتشرت في باقي أنحاء العالم في القرون التالية. تميزت الحداثة بالإيمان بالعقل والعلم والتقدم كوسائل لتحسين حالة الإنسان والمجتمع. كما نادت بالحرية والديمقراطية والعلمانية كقيم أساسية للحضارة. في سياق معنى الحياة، افترضت الحداثة أن هناك حقائق موضوعية وقوانين طبيعية يمكن اكتشافها من خلال الملاحظة والتجربة والمنطق. وبالتالي، كان معنى الحياة يرتبط بإسهام الإنسان في تطور المعرفة والثقافة والتاريخ، وبإظهار قدراته العقلية والإبداعية. كان المثل الأعلى للإنسان في عصر الحداثة هو "الإنسان المستنير"، الذي يستخدم عقله لفهم الوجود وصنع التغيير!.
ما بعد الحداثة ومعنى الحياة
ما بعد الحداثة هي حركة فكرية وثقافية نشأت في أواخر القرن التاسع عشر، كرد فعل على ادعاءات المعرفة القديمة المرتبطة بحداثة عصر النهضة ولإنهاء الافتراضات المزعوم وجودها في الأفكار الفلسفية الحداثية المتعلقة بالأفكار والثقافة والهوية والتاريخ وتحطيم السرديات الكبرى وأحادية الوجود واليقين المعرفي وتبحث في أهمية علاقات القوة، والشخصنة أو إضفاء الطابع الشخصي، تميز الخطاب داخل ما بعد الحداثة بالتشكيك والنقد والتنوع في تفسير الواقع وقيم الحياة، نفت ما بعد الحداثة أن يكون هناك معنى موحد أو مطلق للحياة، بل اعتبرت أن المعنى يتشكل من خلال التجارب والمواقف والمنظورات المختلفة للأفراد والجماعات.
ما معنى الحياة برأيكم؟