عناوين النشرة العلمية :
- علاج واعد للسرطان ولأمراض المناعة الذاتية يحمل تسمية (CAR-T)
- دعوة لتعليق تجارب الهندسة الجيولوجية الشمسية الخاصّة بتبريد الأرض
- الجهاز Moxie في المركبة الجوالة Perseverance استخلص من الغلاف الجوّي للمرّيخ كميات كافية من الأكسجين القابل للتنفّس
المتخصّص في علم المناعة الطبيب الكندي-الفرنسي Michel Sadelain فاز من أيام قليلة بجائزة Breakthrough Prize التي توصف بـ"أوسكار العلوم". الثلاثة ملايين دولار التي فاز بها سيتشاركها مع الأميركي كارل جون الذي عمل إلى جانبه كمتخصص في علم المناعة.
مع أنّ الطبيب Michel Sadelain لم يحظ بالتشجيع اللازم للاستمرار في أبحاثه وشكّك كثيرون بفكرة نجاحه في استنباط علاج سرطاني قائم على التعديل الوراثي لبعض خلايا الجهاز المناعي، غير أنّ أبحاثه التي بدأت بداية على الفئران سنة 1989 وأتبعت لاحقا بتجربة سريرية على بشر مصابين بسرطان الوَرَم النقوي المتعدد (المايلوما المتعددة)، ساهمت في أن يجد الطبيب Sadelain في مركز " Memorial Sloan Kettering " للسرطان في نيويورك شكلا جديدا من "العلاجات الحيّة" مُسمّى (CAR-T) وهو فعّال بصورة كبيرة ضد أنواع من سرطان الدم.
يقضي العلاج (CAR-T) بتعديل الخلايا المقاتلة في جهاز المناعة وبخاصة الخلايا التائية.
ابتكر Michel Sadelain طريقة تستند إلى استخدام ناقلات ذات أصل فيروسي من أجل تعديل الخلايا الليمفاوية التائية البشرية وراثياً. بواسطة هذه الطريقة تكتسب الخلايا التائية مستقبلات قادرة على التعرف على الخلايا السرطانية ومكافحتها.
هذه المستقبلات يطلق عليها تسمية المُستَضَدَ الخيميري (CARs) التي تأمر الخلايا الليمفاوية التائية أيضاً بالتكاثر، من أجل تعزيز الخلايا الضرورية لمحاربة السرطان. تُجمع أوّلا الخلايا التائية للمريض خارج الجسم ومن ثم تُعدّل لكي يُعاد حقنها في الدم، لتصبح "أدوية حية".
بفضل أعمال الباحثين ميشال سادلان وكارل جون، أجازت الولايات المتحدة ستةَ علاجات تستند إلى هذه الطريقة، فيما تُجرى راهناً مئات التجارب السريرية الأخرى.
يظهر الطبيب Michel Sadelainحماسةً تجاه مستقبل علاج (CAR-T) الذي قد يُستخدم لاحقاً لمحاربة سرطانات أخرى غير سرطان الدمّ، أو لمعالجة أمراض مرتبطة بالمناعة الذاتية، أو لتخفيف الالتهابات المقاومة في السيدا، لكنّ هذا الطبيب يؤكد الحاجة إلى خفض سعر علاجه المرتفع الذي يتجاوز راهناً 500 ألف دولار.
هل مشاريع الهندسة الجيولوجية الشمسية لتبريد الأرض قابلة للتنفيذ؟
في تقرير أصدرته لجنة " Climate Overshoot Commission "، طالبت 12 شخصية دولية بتعليق التجارب الواسعة النطاق حول تقنيات تعديل الإشعاع الشمسي (سولِر رادييشن موديفيكيشن SRM) التي تقضي بتبريد الأرض من خلال وضع مرايا عملاقة في السماء وجسيمات عاكسة لأشعّة الشمس في طبقة الستراتوسفير. بحسب هذه اللجنة، تنطوي مشاريع الهندسة الجيولوجية الشمسية لتبريد الأرض، على مخاطر لناحية تسجيل "أضرار عابرة للحدود"، لكنّ اللجنة أوصت في الوقت نفسه باستكمال الأبحاث حول تبريد الأرض وبتطوير حوكمة قانونية شفافة مع ضمانات بيئية قوية للتجارب الصغيرة في الهواء الطلق.
من بين الأساليب الكثيرة التي دخلت في أطار التفكير لتبريد الأرض، نذكر فكرة تبييض السحب فوق المحيطات من خلال نشر فيها جزيئات ملح البحر.
أما التقنية التي تحظى بشعبية واسعة في مشاريع تبريد الأرض فتتمثل في ضخ رذاذ عاكس لأشعّة الشمس في طبقة الستراتوسفير يتكوّن بالأخصّ من جزيئات الكبريت. لكنّ أصواتاً كثيرة ترتفع ضد الآثار الجانبية غير المرغوب فيها لتقنيات مماثلة حين نعلم أنّ ضخ الكبريت في طبقة الستراتوسفير يُضعف الرياح الموسمية الصيفية في أفريقيا وآسيا ويتسبّب بجفاف الأمازون، حسبما أشار التقرير الأخير للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي.
استخلاص الأكسجين القابل للتنفّس من الغلاف الجوي للمريخ
استنادا إلى بيان صادر عن وكالة الناسا، إنّ الجهاز الصغير لاستخلاص الأكسجين MOXIE الذي حملته مركبة Perseverance والذي يستعدّ للتقاعد، نجح في استخراج أكسجين قابل للتنفّس من الغلاف الجوي للمريخ. منذ هبوط مركبة "برسيفيرنس" على المريخ في فبراير/شباط 2021، ظلت مستمرةً تجربة Moxie على عدّة مراحل لتنتج معدّلا إجماليا من الأكسجين وصل إلى 122 غراما، أي أنّ جهاز Moxie أنتج عن طريق التحليل الكهربائي، كميّة تكفي لإبقاء كلب صغير يتنفس لمدة 10 ساعات، أو إنسان يتنفّس لمدة 4 ساعات. رغم أن الغلاف الجوي للمريخ رقيق وهش، فإنه يدل على أنه يمكن أن يشكّل مصدرا لإمدادات الأكسجين الضرورية لرواد الفضاء القادمين إليه. كما يستطيع الغلاف الجوّي للمرّيخ أن يساعد في إنتاج الوقود السائل اللازم لتشغيل المركبات الفضائية المتّجهة مستقبلا من المريخ إلى القمر حيث ستقام مستعمرات بشرية دائمة.