الوضع في لبنان إضافة إلى التطبيع مع إسرائيل من بين أهم المواضيع التي تطرقت إليها الصحف الفرنسية الصادرة اليوم الثلاثاء 19 أيلول/ سبتمبر 2023.
لوفيغارو: نجيب ميقاتي:" لبنان يملك كل إمكانيات النهوض"
إنّه العنوان الذي اختاره رينو جيرار لمقابلة أجراها مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي قبل توجهه إلى نيو يورك للمشاركة في أشغال الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي مستهل المقابلة أشار ميقاتي إلى أنّ الوضع في لبنان ليس بالمريح مؤكدا أنّ مليوني شخص يعيشون حالة من الفقر المدقع نصفهم لبنانيون والنصف الآخر مهاجرون سورين، وفي هذه السياق طالب ميقاتي المجتمع الدولي بضرورة الدعم العاجل لتسوية أزمة النازحين السوريين التي تشكل خطراً على توازن لبنان الاقتصادي والاجتماعي.
وبعد الإشارة إلى جذور الأزمة المتشعبة والخانقة في بلاده اعتبر ميقاتي أنّ الدولة هي المسؤول الرئيسي عن الوضع إضافة إلى تفشي ثقافة الفساد والتبذير في الوظيف العمومي وعدم وجود إصلاحات شاملة، كما دعا مجلس النواب إلى تحمل المسؤولية والإسراع في تبني الميزانية المقترحة قبل أسبوع والتي تتماشى مع الإصلاحات التي طلبها صندوق النقد الدولي، واعتبر ميقاتي أنّ هذه الإصلاحات حاسمة لتوقيع الاتفاقية مع الصندوق وعودة الثقة في لبنان تدريجياً ليصبح البلد مرة أخرى مركزًا ماليًا يستقطب المستثمرين.
وصرّح ميقاتي أنّه سيطلب من المجتمع الدولي مساعدة لبنان في مجالات عدة كما سيطلب من القوى العالمية استخدام نفوذها لإقناع مختلف التيارات اللبنانية على انتخاب رئيس للبلاد يحظى بقبول جميع الأطراف من أجل طي صفحة الفراغ الرئاسي. وعن سؤال حول دور حزب الله قال نجيب ميقاتي إنّه ليس لدى الشعب اللبناني مشكلة مع البعد السياسي لحزب الله لكن أجهزتها شبه العسكرية والأمنية، المرتبطة بدورها الإقليمي، أصبحت موضع استقطاب وانقسام ومصدر خوف للعديد من اللبنانيين. وفي الأخير أشار ميقاتي إلى وجود نزاعات إقليمية على الحدود مع إسرائيل مؤكدا الحاجة إلى الأمم المتحدة لمساعدة لبنان في تحديد حدود برية واضحة بين البلدين كما تم ذلك مع الحدود البحرية.
لوموند: طريق متعرج نحو تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل
تحاول الولايات المتحدة إقناع حليفيها الرئيسيين في الشرق الأوسط بإقامة علاقات دبلوماسية رسمية بينهما. وتواجه المفاوضات، التي تكثفت خلال الصيف عقبات كثيرة واعتبرت لوموند أنّ إمكانية توقيع الاتفاقية بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل ستكون خطوة غير مسبوقة في العلاقات بين الدولة العبرية والعالم العربي السني لكن نتنياهو في الوقت الحالي رهينة تحالفاته السامة مع اليمين المتطرف وليس لدى المملكة العربية السعودية أي رغبة في الظهور كضامن للجناح المتطرف في الحكومة الإسرائيلية.
وجاء في المقال أنّه ولأكثر من عقد من الزمن دافع نتنياهو باستمرار، غالبًا بمفرده، على أن إسرائيل يمكن أن تصنع «السلام» مع العالم العربي أولاً، ثم ربما مع الفلسطينيين وهو ما تم باتفاقات ابراهيم لكن حلفاءه لا يشاركونه هذا الطموح بحيث أنّهم يعتبرون التقارب مع الرياض تهديدًا لأنّه يشكل مصدر قلق لاستمرار ضم الأراضي الفلسطينية، وسيعيق طرد الفلسطينيين من المناطق التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي حصريًا في الضفة الغربية كما أنّه سوف يعزز السلطة الفلسطينية التي يسعون إلى تدميرها.
واعتبرت لوموند أنّه لم يتم تسريب سوى القليل من التفاصيل حول المطالب الدقيقة للسعودية من الولايات المتحدة لكن حسبها ستشمل ضمانات أمنية ثنائية قوية وتسليم أسلحة متطورة وإعطاء الرياض الضوء الأخضر لبرنامج نووي مدني. وكتبت لوموند أنّه للاقتراب من الرياض، قد لا يكون أمام نتنياهو سوى خيار البحث عن شركاء حكوميين جدد وفي هذا الشياق يمكن للإدارة الأمريكية أن تشجع ائتلافًا جديدًا أكثر اعتدالًا في إسرائيل، أو انتخابات برلمانية جديدة، والتي من شأنها أن تشكل فعليًا استفتاء على مستقبل الضفة الغربية المحتلة وفقًا للعديد من المحللين من المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي.
لاكروا: تجدد ديموغرافي طفيف في رومانيا بفعل الهجرة
لأول مرة منذ سقوط الشيوعية في عام 1989، زاد عدد السكان في رومانيا بشكل طفيف في ظرف سنة واحدة بين 2022 و2023 والأمر يعود إلى وصول اللاجئين الأوكرانيين، ولكن أيضًا عشرات الآلاف من العمال القادمين من آسيا وأفريقيا، مما يؤدي إلى إبطاء التدهور الديموغرافي الذي شهدته رومانيا. وفي هذا المقال تقول مارين لودوك إنّ حصة التأشيرة للعمال من خارج الاتحاد الأوروبي في رومانيا ارتفعت من ثلاثة آلاف في عام 2016 إلى مئة ألف سنويًا منذ عام 2022.
هجرة باتت أكثر وضوحًا رحب بها الرومانيون الذين يدركون الحاجة إلى هذا اليد العاملة الجديدة لتعويض شيخوخة السكان، ففي ظرف أكثر من ثلاثين عامًا انخفض عدد السكان بنحو أربعة ملايين شخص، من ثلاثة وعشرين مليون نسمة في عام 1989 إلى نحو تسعة عشرة مليون في عام 2022، وأشارت كاتبة المقال إلى أنّ عدد المهاجرين المقيمين في البلاد لمدة سنة على الأقل عدد المهاجرين تجاوز خمسة وثمانين ألفا، وفقًا لبيانات المعهد الوطني للإحصاء التي نُشرت في آب / أغسطس الماضي.
هذا الفارق الإيجابي، زاد عدد السكان في رومانيا بنحو تسعة آلاف شخص العام الماضي. رقم بسيط لكنه غير مسبوق منذ عام 1990، حينما خسرت رومانيا ما بين مئة إلى مئتي ألف شخص بسبب الهجرة الهائلة إلى جانب انخفاض معدل الولادات.