خصصت المواقع والصحف العربية صفحاتها اليوم لعناوين عدة منها: حادثة كركوك نموذج مصغّر عن العراق, أصوات في البحرين تعيق اكتمال التطبيع, وأين دول الخليج من الديمقراطية.
العراق: ماذا يحدث في كركوك؟
وقعت اشتباكات أول أمس السبت، في مدينة كركوك العراقية، بين مواطنين في المدينة، من العرب والتركمان والكرد. وإعادة المبنى إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني كانت جزءا من اتفاق جرى بين محمد شياع السوداني والقيادة الكردية.
تشير الاشتباكات بحسب مقال الرأي في القدس العربي، إلى العلاقات السيئة بين المكوّنات التي يتشكل منها مواطنو المدينة. ويتعارض هذا التوجه مع الأساس السياسي الذي يقوم عليه النظام العراقي الحالي، والذي يسمح للأحزاب بفتح مقرات لها. وإذا كانت كركوك لجميع العراقيين كما قالت الجبهة التركمانية العراقية ,فما الداعي للاعتراض على وجود حزبي للحزب الديمقراطي الكردستاني؟ رد المعترضون على هذا ان المبنى كان مقرا عسكريا خارج حدود إقليم كردستان، وإذا دخلته البيشمركه، فهذا سيعتبر ضما، غير مباشر، لمناطق متنازع عليها.
وتتابع القدس العربي بالقول إنه لا يمكن النظر إلى ما حدث في كركوك الى انه وضع خاص بالمدينة وبالمقر موضوع النزاع، انما أيضا إلى أن المسألة تتجاوز وضعية كركوك الخاصة، وتتعلق بديناميّات الصراع الداخلي في العراق، وكذلك ببعض دول الإقليم.
هل هو سلام منسي بين البحرين وإسرائيل؟
لا يخفى ما للبحرين من أهمية كبيرة بالنسبة للإسرائيليين؛ فعلى الرغم من صغر المساحة الجغرافية للمملكة الخليجية، فإن موقعها الاستراتيجي المتاخم لإيران، ووجود مقر الأسطول الأميركي الخامس على أراضيها.
وفي هذا الاطار يتطرق أحمد الجندي في العربي الجديد, الى ما كتبه باحثان في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي يصفان السلام مع البحرين بأنه منسيّ، وأن العلاقات بين تل أبيب والمنامة، تسير في طريق مسدود. وأرجعا ذلك إلى عاملين، أحدهما بسبب المعارضة الداخلية القوية في البحرين للعلاقات مع إسرائيل، والآخر نتيجة سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين .
البحرين على عكس الامارات, وفق الكاتب ,لديها برلمان ومجتمع مدني قوي، فضلاً عن تأثير جمعية الوفاق البحريني الشيعية في الرفض الشعبي للتطبيع الذي لا يقل عند البحرينيين السنّة أيضاً. بالإضافة الى جانب آخر يجب الانتباه إليه, الا وهو تعديلات كانت قد اتخذتها على المناهج الدراسية الحكومية لتخفيف العداء تجاه إسرائيل. ولكن ذلك لا يعني، بالطبع , انغلاق الأبواب وان العلاقات ليست منسيةً ,كما يقول بعض الإسرائيليين, انما تأتي في إطار التجاذبات الداخلية في إسرائيل، وتصوير الحكومة بالفشل في كل الملفات.
ماذا استفاد الغرب من الديموقراطية ؟
برأي حمد الحمد فإن الغرب استفاد من الديموقراطية التي منحت للإنسان صوتاً وقوة واستقراراً سياسياً. وحتى في هذا العقد الأخير، مواقع التواصل من التويتر والفيس بوك وغيره، وهي مُنتجات غربية أعطت للإنسان العادي قوة هائلة لم يكن يملكها من قبل.
وهنا لا يمكن أن نضع دول الخليج في خانة الدول غير المُتقدمة، لأن وضعها تطور عن سبعة عقود خلت، في مجالات عدة في التعليم والصحة وحقوق الإنسان وغيرها. ولكن مع هذا علينا أن نجزم بأن التقدم مقرون بحرية الفكر والقول، وهذا حتى الآن غير مُتوافر في هذه البلدان. فإذا أردت ان تصدر كتاباً , يقول الحمد في الراي الكويتية, فلابد أن تعرضه على جهاز حكومي ليسمح بتداوله، وإذا أردت قولاً ما، كذلك قد يطالك قانون صُمم ليكبت حريتك. لهذا، فالتقدم لا يُقرن بكثرة المال أو بحجم الموارد إنما بحرية الفكر، والغرب لم يغيره المال أو موارده الطبيعية، إنما غيره الفلاسفة وأصحاب الفكر.
الكاتب في عالمنا، وهو يبدأ بالكتابة تحوم حوله رقابات عدة. وبالتالي تلك الرقابات تحجب كل الأفكار التي في رأسه وتمنعها أن تخرج للوجود. لهذا يرى كاتب هذا المقال أن التقدم لا أن نكون بدولة تعيش بأمان ورفاهية فقط، إنما ما تقدمه هذه الدولة للعالم من مُخترعات وإنجازات تفيد الإنسانية.