عناوين النشرة العلمية :
- صيصان طيور البطريق الإمبراطور تموت ضحيّة تغيّر المناخ وذوبان الجليد في القطب الجنوبي
- أكبر بحيرة في تركيا يقضي الجفاف عليها ببطء
- الغرسات الدماغية لفك الرموز اللغوية تساعد بعض المرضى وفقا لتجارب عدّة
بعد بلوغ ذوبان الجليد في القطب الجنوبي مستويات قياسية في الأشهر الأخيرة بفعل ظواهر الاحتباس الحراري، لاحظت دراسة علمية أنّ أربع من خمس مستعمرات لطيور البطريق الإمبراطور عانت خسارة "كارثية" للصيصان بنسبة مائة في المائة إذ لم تكن الفراخ ناضجة بما فيه الكفاية لمواجهة ظروف انهيار الجليد تحت أقدامها فغرقت في المياه ونفقت جرّاء الصقيع. هذه الكارثة هي "أوّل إخفاق كبير في صعوبة تكاثر طيور البطريق الإمبراطور في مستعمرات عدة في الوقت نفسه بسبب ذوبان الجليد البحري، وهو على الأرجح مؤشر إلى ما ينتظرنا في المستقبل"، بالاستناد إلى ما جاء على لسان Peter Fretwell الباحث في المعهد البريطاني لأبحاث القطب الجنوبي British Antarctic Survey والمعدّ الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلّة Communications: Earth & Environment.
بسبب الاحترار المناخي، قد تكون طيور البطريق الإمبراطور سبّاقة بين الأنواع القطبية إلى الانقراض بحلول سنة 2100 وفق مهمّات المراقبة التي أجراها الباحثون البريطانيون حديثا في بحر Bellingshausen غرب القطب الجنوبي.
في العام الفائت تأثر بذوبان الغطاء الجليدي في القطب الجنوبي نحو 30 في المئة من كافّة مستعمرات طيور البطريق الامبراطور التي يوجد منها ما يقارب 250 ألف زوج متكاثر، جميعها في القطب الجنوبي. بما أنّ هذه الطيور البحرية المعروفة باسم Aptenodytes forsteri تتكاثر في منتصف فصل الشتاء الجنوبي ما بين كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير، لم تسلم من عواقب انهيار الجليد الذي سجّل سرعات ذوبان قياسية له ليتراجع حجم الجليد في القطب الجنوبي في شباط/فبراير الفائت إلى أدنى مستوى منذ بدء قياسات الأقمار الصناعية قبل 45 سنة.
مع أن طيور البطريق الإمبراطور تستطيع إيجاد مواقع بديلة للتكاثر، تشكّل درجات ذوبان الجليد القياسية منذ العام 2016 خطراً قد يفوق قدرتها على التكيف، حسبما توقع العلماء.
بسبب الجفاف والاحترار المناخي، انحسرت في شرق تركيا مياه بحيرة وان التي لا يزال السكان المحليون يطلقون عليها اسم "بحر وان" في إشارة إلى ضخامتها السابقة كأكبر بحيرة كانت في تركيا. تبلغ مساحة البحيرة 3700 كيلومتر مربع، وقد تقلصت مساحتها في السنوات الأخيرة بنسبة 1,5% تقريباً، بالاستناد إلى دراسة كتبها في العام 2022 فاروق علاء الدين أوغلو، أستاذ الجغرافيا في جامعة يوزونكو ييل. هذا الأخير قال "إنّ الأسوأ لم يأتِ بعد وسيستمر مستوى بحيرة وان في الانخفاض". بما أنّ تركيا من أخطر المناطق على صعيد النشاط الزلزالي في العالم، لقد تقلص حجم البحيرة في الماضي بسبب كسور في الصفائح التكتونية، لكنّ فاروق علاء الدين أوغلو يعزو الانخفاض الحالي في منسوب بحيرة وان إلى ارتفاع درجات الحرارة الذي يؤدي إلى "تراجع المتساقطات والتبخر المفرط".
ويقول إن ما يقرب من كمية المياه التي تتبخر من البحيرة توازي ثلاث مرات تلك التي تهطل على شكل أمطار.
لترشيد استهلاك المياه في ريّ المزروعات بمحاذاة بحيرة وان، طلبت السلطات التركية من المزارعين أن يختاروا المحاصيل التي تتطلب القليل من المياه بدل زراعة الشمندر مثلا الذي يحتاج إلى الري كثيرا. لكنّ مزارعين أتراكا كثرا يتخوّفون من أنّ إذا استمر الأمر على هذا النحو من المطالب، فسوف يضطرّون إلى التخلي عن الزراعة. علما بأنّ المساكن الفاخرة التي شيّدت على ضفاف بحيرة وان تستهلك كميات كبيرة من المياه وكانت عملية بناء قصر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان في منطقة أهلات في العام 2019 تعرّضت لانتقادات شديدة من نشطاء بيئيين اعتبروا أن هذا القصر يعرض النظام البيئي الهش في الأساس للخطر.
نشرت مجلة Nature من بضعة أيّام تجربتَا زرع غرسات في الدماغ مع أقطاب كهربائية أظهرتا إمكاناتهما في توفير القدرة على الكلام للأشخاص الذين فقدوها جرّاء مرض أو حادث. هاتان التجربتان طالتا المرأة الستّينية Pat Bennett المصابة بمرض شاركو الذي أفقدها القدرة على الكلام وعلى الحركة. إنّما بفضل غرسة التواصل ما بين الدماغ والأسلاك المتّصلة بآلة خارجية تحلل الإشارات الكهربائية وفقا لخوارزميات تعلمّت تفسير معناها، تمكّنت المريضة Patt Benett من التحدّث عبر شاشة بمعدل يفوق 60 كلمة في الدقيقة ضمن التجربة التي أشرف عليها باحثون من قسم جراحة المخ والأعصاب في جامعة ستانفورد الأميركية. في التجربة الثانية، التي أجراها فريق Edward Chang من جامعة كاليفورنيا ارتفع معدّل المحادثة بواسطة الشاشة القارئة للأفكار إلى 78 كلمة في الدقيقة.
خلال مؤتمر صحافي إنّ المُعدّ المشارك للدراسة الأستاذ في جامعة ستانفورد Frank Willett قال إنّ تخيّل مستقبل يمكن فيه التحدث بسلاسة مع شخص مصاب بشلل النطق أصبح متاحا بفضل الغرسات الدماغية والأبحاث الكثيرة الجارية عليها.
لا بدّ هنا من التطرّق إلى حالة الأسترالي المصاب بمرض شاركو الذي أصبح رائدا في تطوّعه من أجل تجريب الغرسات الدماغية التي تعمل الشركة الأميركية Synchron على اختبارها منذ عامين على عدد من المرضى. فهذا المريض الستّيني الذي حاز على غرسات دماغية يستطيع بمفرده وباستقلالية تامة أن يتصفح الإنترنت ويشاهد أشرطة فيديو ويرسل رسائل نصية أو حتى يلعب بألعاب فيديو من دون مساعدة أحد على الرغم من إعاقته.