ظهرت فتاة عراقية، وهي تحرق ما يشبه الباسبور السويدي ( جواز السفر)، وقالت إنها أحرقته تعبيراً عن رفضها لحرق القرآن. تساءل الكثيرون هل تنازلت عن الجنسية؟ ماذا سيحدث لها؟ ربما لديها جنسية أخرى.. إلخ. وأخطأت الفتاة بكل سذاجة، أو أنها توقعت أن لا أحد سينتبه، وقامت بتصوير ما هو داخل هذا الذي ادعت أنه جواز سفر.
عندما قرأته عرفته مباشرة، فهذه وثيقة سفر تعطى لنا كلاجئين، وكان أيضا تاريخها منتهيا أي أن هذه الفتاة لم تعد وثيقة السفر لدائرة الهجرة. هذا يعني أنها لم تحصل على وثيقة جديدة، ولا على جواز سفر، لأنها يجب أن تعيد هذه الوثيقة لدائرة الهجرة، لا أدري ماذا حدث ولكن يبدو أن هناك ما جعلها تهرب بهذه الوثيقة، وتعود لبلدها.
كان من المؤسف أن جهات إعلامية كبيرة روّجت لهذه الكذبة دون أي تقص. هناك نوعان من الإعلام، الإعلام الذي روج لأهداف سياسية تتعلق بحرب أوروبا الحالية، وهناك إعلام روج فقط للحصول على مشاهدة عالية. المصيبة أن هذه الجهات تعتبر جهات موثوقا بها، وعندما وضحت ما حدث لم يهتموا حتى بالاعتذار.
هذه ليست الحملة الأولى الكاذبة ضد السويد فهناك حملة سابقة روجت لها نفس وسائل الإعلام المؤدلجة سياسيا بالتعاون مع مؤسسات متطرفة، وادعت أن السويد "تخطف أطفال المسلمين". السويد التي بحسب ويكيبيديا استقبلت فوق ال ٨٠٠ ألف مسلم. السؤال: لماذا فقط المسلمون العرب من خطفت - بحسب زعم وسائل الاعلام- أطفالهم، هناك مسلمون من جنسيات أخرى، ويعيشون في سلام. طبعا السبب في التهييج هو الإعلام المسيّس، والذي كان هدفه الضغط على السويد مستغلا جهل عشرات العائلات التي لا تعرف كيف تتعامل مع أطفالها في بلد يعتبر إهانة الطفل شيئا غير مقبول.
للأسف إن الجهات الإعلامية التي تتبع دولا أوروبية لم تهتم بفضح هذه الحملات رغم أنها مؤذية ليست فقط للسويد، ولكن لأوروبا بشكل عام. يجب وقف هذه الحملات التي تضر بالمسلمين أولا قبل غيرهم، وتساهم في زيادة الإسلاموفوبيا، وتقوية الجهات المتطرفة التي تدعي أنها ممثلة للإسلام بينما لديها أهداف سياسية هدامة.