الوضع الأمني والإنساني في دارفور، إضافة إلى العلاقات الفرنسية السعودية، ومسألة الحريات والديمقراطية في تونس ،ودور البرازيل في حل بعض القضايا الدولية ،من بين المواضيع التي تناولتها الصحف الفرنسية اليوم.
لوموند: بوتين يتفادى حمام الدم مقابل إضعاف سلطته
كتب بونوا فيتكين أنّ الأزمة التي أثارها يفجيني بريغوجين من خلال تمرده على القيادة العسكرية الروسية انتهت كما بدأت بشكل مفاجئ متسائلا هل يمكن نسيانها بهده السهولة؟ وأشار الكاتب إلى الخطوط الرئيسية للاتفاق المبرم تحت رعاية الرئيس البلاروسي ألكسندر لوكاتشينكو والذي أفضى إلى طي الأزمة بحل سلمي مكّن قائد مجموعة فاجنر من إنقاذ نفسه ربما بشكل مؤقت.
واعتبر أيضا أنّ النتيجة الكبيرة بعد هذا التمرد تكمن في نجاح بريغوجين من ضمان عدم تفكيك مجموعته العسكرية الخاصة بحيث أنّ قرار الكريملين القاضي بالتخلص من هذه الميليشيا كان السبب الرئيسي وراء عملية التمرد، وحسب كاتب المقال فإنّ الأزمة شكّلت إهانة كبيرة للجيش الروسي الذي لم يتمكن من وقف التمرد وتحرك عناصر فاجنر نحو العاصمة موسكو، لكن حسب الكاتب الخاسر الأكبر إثر هذه الأزمة هو الرئيس فلاديمير بوتين الذي ظل صامتا طيلة أشهر أمام استفزازات بريغوجين وإهاناته للقيادة العسكرية قبل أن يغيّر لهجته جذريا في خطابه صباح السبت الماضي عندما قدّم روسيا على شفا حرب أهلية كما أنّ مقارنته مع ثورة 1917 وضعته في مكان الخاسر القيصر نيكولاس الثاني.
واعتبر الكاتب أنّ بوتين سيجد الآن صعوبة في أن يشرح لشعبه أنه يمكنه الاستمرار في العيش بشكل طبيعي على الرغم من خطورة المواجهة مع الغرب الذي يصفه بالمعتدي كما يستحيل عليه إقناعه بأن الأمور سارت بحسب الخطة على عكس بريغوجين الذي استعمل ذات العبارة بعد انتهاء التمرد. ويقول الكاتب إن فرضية تغيير السلطة التي كانت حتى الآن من المحرمات أصبحت جزءا من المشهد الطبيعي في روسيا كما اعتبر أنّه على الصعيد الداخلي من المتوقع أن تشدد السلطات قبضتها وتكثف عمليات البحث عمن تصفهم بالخونة خاصة في صفوف أولائك الذين احتضنهم الكريملن.
لوفيغارو: واشنطن تخشى عدم الاستقرار في روسيا وفقدان السيطرة على الأسلحة النووية
كتب أدريان جولم أنّ واشنطن التزمت الصمت حيال تمرد مجموعة فاجنر الروسية ووفقًا لمصادر رسمية فقد تم تحذير بايدن منذ يوم الأربعاء الماضي من قبل أجهزة مخابراته من إجراء وشيك من قبل يفجيني بريغوجين وعناصره في مجموعة فاغنر، لكن بدلاً من نشر هذه المعلومات كما فعلوا مرارًا وتكرارًا منذ غزو أوكرانيا امتنع الأمريكيون عن ذلك. ويبدو أن السرعة التي حدثت بها الأحداث قد فاجأت الإدارة الأمريكية.
وأشار الكاتب إلى أنّ الرئيس جو بايدن تحدّث مع حلفائه الأوروبيين الرئيسيين وحثهم على عدم التعليق على الأحداث الجارية وعدم الرد على اتهامات روسية محتملة بالتدخل الغربي، وبحسب الكاتب تم إرسال رسالة إلى الحكومة الروسية للإصرار على أن الولايات المتحدة لم تكن بأي حال من الأحوال متورطة في هذه الأحداث وليس لديها نية للتدخل بالرغم من أنّ الأمريكيين يراقبون منذ شهور التنافس المتزايد بين قائد فاجنر ووزارة الدفاع الروسية.
ويعتبر الكاتب أنّ واشنطن تخشى نشوب فوضى أو حرب أهلية في روسيا ومن احتمال لجوء بوتين المحاصر إلى التصعيد النووي بقدر ما تخشى استبداله بشخص آخر مثل بريغوجين الذي لا يمكن التنبؤ بقرارته. وأسوأ سيناريو للولايات المتحدة حسب الكاتب هو انهيار القوة الروسية ومعها بوتين وفقدان السيطرة على الترسانة النووية من قبل الجيش النظامي الروسي.
ليبيراسيون: مسؤولية خفر السواحل اليونانيين في غرق سفينة للمهاجرين غير الشرعيين
تطرقت ليبيراسيون في هذا الريبورتاج إلى حادثة غرق سفينة مهاجرين غير قانونيين في عرض المياه اليونانية بالمتوسط قبل اثني عشر يوما والتي قضى فيها اثنان وثمانون مهاجرا إضافة إلى مئات المفقودين، كاتب المقال فابيان بيرييي تنقل إلى كالاماتا إحدى مدن جزيرة بيلوبونيز حيث التقى في مخيم ببعض الناجين من الحادثة منهم سوريون ومصريون وباكستانيون مشيرا إلى التوتر النفسي الكبير لديهم بعد الصدمة التي عاشوها في مياه المتوسط.
ونقل الكاتب شهادات بعضهم عن كيفية وصولهم إلى ليبيا حيث استقلوا سفينة صيد في مغامرة العبور نحو القارة العجوز، وفي هذا الصدد أفاد بعضهم أنّهم دفعوا ما يقارب أربعة آلاف ومئة يورو للتمكن من حجز مكان في السفينة كما أشاروا إلى تعرضهم لمعاملة سيئة وضرب مبرح من قبل الأشخاص الذين تكفلوا بالعبور، كما أشاروا إلى العدد الكبير من المهاجرين الذين امتلأت بهم سفينة الصيد التي استقلوها في رحلة وصفها بعضهم برحلة الموت.
كما نقل كاتب المقال عن أحد الناجين قوله إنّ خفر السواحل اليونانيين اتصلوا بهم وقالوا لهم إنّهم سوف يقومون بتوجيههم إلى المياه الإيطالية، وقاموا بربط سفينتهم بحبل لجرها لكن بسبب السرعة المفرطة لسفينة خفر السواحل اليونانيين انقلبت سفينتهم وغرقت وحسب شهادة أحدهم لم يقم أعضاء السفينة اليونانية بشيء لإنقاذهم.