قمة شرم الشيخ من اجل السلام في غزة واجواء عمليات تبادل المعتقلين الفلسطينيين والرهائن الإسرائيليين في غزة بالإضافة الى تصريحات الرئيس الفرنسي حيال الازمة السياسية التي تعيشها فرنسا، من بين المواضيع التي تناولتها الصحف الفرنسية الصادرة اليوم 14 تشرين الأول / اكتوبر2025.
افادت صحيفة لوموند انه تم إطلاق 250 معتقل فلسطيني من سجون اسرائيل، معظمهم يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، بعد أن أطلقت حركة حماس سراح الرهائن الإسرائيليين العشرين الذين ما زالوا على قيد الحياة. كما تم إطلاق سراح 1700 فلسطيني.
واوضحت صحيفة لوموند ان حركة حماس حاولت التفاوض على ملفات المعتقلين المفرج عنهم حتى اللحظة الأخيرة. كما جرت مناقشات داخل الحكومة الإسرائيلية حتى مساء الأحد لتعديل القائمة، ورفضت إسرائيل إدراج شخصيات بارزة، مثل القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، ضمن المعتقلين المفرج عنهم.
ففي خضم التنافس بين فتح وحماس تقول صحيفة لوموند، يُمثل مصير المعتقلين قضية سياسية رئيسية، على الأقل بالنسبة للأجيال الأكثر تسييسًا، فمن جانب السلطة الفلسطينية، في رام الله، لم يُبدِ رائد أبو الحمص، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أي ردة فعل قاسية تجاه حماس، في حين ان في الحركة الاسلامية يُقال إن الرئيس محمود عباس، رغم نبذه للكفاح المسلح، لم يُفرج عن أي سجين خلال عشرين عامًا من رئاسته.
تقول صحيفة لوفيغارو ان المعتقلين الفلسطينيين المحررين استقبلوا في إطار صفقة التبادل التي تم التفاوض عليها برعاية الرئيس الامريكي دونالد ترامب استقبال الأبطال، ففي رام الله، استعاد حوالي 100 معتقل فلسطيني من سجن عوفر حريتهم. خلال الموجة الأخيرة من عمليات الإفراج، وقد أثار إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين فرحة عارمة في مدينة رام الله، مقر السلطة الفلسطينية.
لكن الجيش الإسرائيلي هذه المرة وزّع منشوراتٍ تُحذّر من تظاهرات دعم الحركات الفلسطينية ومع ذلك، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورٌ للمعتقلين يعودون بفرحٍ إلى عائلاتهم بعد فترات سجن طويلة.
وأضافت الصحيفة الفرنسية ان من بين المفرج عنهم، يوجد مئة وثمانية وخمسين 158 عضوًا من حركة فتح، التي يقودها محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية. كما افرجت حماس عن معتقلين من اعضائها ومعتقلين من حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وكان هؤلاء المعتقلون موضوع مفاوضات مكثفة بين إسرائيل وحماس، نظرًا لوجود رجال في السجون الإسرائيلية يُعتبرون رموزًا حقيقية لـ"مقاومة الاحتلال الإسرائيلي" في نظر الفلسطينيين. ووفقًا لنادي الأسير، وهي منظمة غير حكومية مقرها رام الله، لا يزال حوالي أحد عشر 11 ألف فلسطيني معتقلين في السجون الإسرائيلية.
صحيفة ليبراسيون نشرت ربورتاجا تطرق الى ظروف عودة الرهائن الإسرائيليين الى عائلاتهم بعد الافراج عنهم من قبل حركة حماس، بعد عامين من الحرب والمعاناة.
فبين دموع الفرح في تل أبيب ومعاناة ما بعد الصدمة، تكتشف إسرائيل عواقب ما حدث، فقد بات المجتمع ممزقا، ومرتاحا ومنهكا في آن واحد.
ولكن بعد فرحة رؤية الرهائن العشرين الذين ما زالوا على قيد الحياة يعودون، سيأتي وقت إعادة الإعمار، ومع عودة الرهائن، يستعد المجتمع الإسرائيلي أيضًا لمواجهة صدماته. وافاد ربورتاج ليبراسيون ان خلال جلسة استماع في البرلمان الإسرائيلي في ديسمبر/كانون الأول 2024، قدّرت السلطات الصحية أن 30 من الناجين من مهرجان نوفا خلال هجومات حركة حماس باتوا معرضين لخطر انتحار شديد، وأن ما بين 100 و150 شخصًا نُقلوا إلى مستشفيات نفسية. ومن بين الحالات الاخرى، توجد الصحة النفسية للجنود وأفراد الاحتياط الذين تم تجنيدهم خلال العامين الماضيين. ووفقًا لوزير الدفاع الاسرائيلي، عولج حوالي 19,000 جندي جريح في قسم إعادة التأهيل، يعاني 10,000 منهم من صدمات نفسية. وحوالي 80% منهم دون سن الأربعين. ومع ذلك، يُبلغ أخصائيو الصحة عن عدد أكبر بكثير - عشرات الآلاف - من الجنود الاسرائيليين الذين يعانون من أعراض ما بعد الصدمة دون تلقي أي رعاية متابعة.
من مصر تقول صحيفة لوبينيون، حمّل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الأحزاب الفرنسية مسؤولية الفوضى التي تعيق البلاد، فخلال حضوره قمة شرم الشيخ لدعم خطة دونالد ترامب لإحلال السلام في غزة، اوضح ماكرون الذي لم يتزحزح عن موقفه ان الأزمة برلمانية بالدرجة الأولى، والاحزاب لا تتفاهم بينها، بينما الشعب الفرنسي يطالبها بالعمل معًا.
وتابعت صحيفة لوبينيون ان إيمانويل ماكرون حمل المسؤولية للقوى السياسية التي قررت لوم فرانسوا بايرو، والقوى السياسية التي سعت إلى زعزعة استقرار سيباستيان ليكورنو، وهي وحدها المسؤولة عن الفوضى".
لكن في باريس، يواصل الاشتراكيون الدعوة إلى "التعليق الفوري" لإصلاح نظام التقاعد، كما يواصل جان لوك ميلينشون زعبم حزب فرنسا الابية المطالبة باستقالة الرئيس، ودعوة برونو ريتيلو رئيس حزب الجمهوريين إلى "استعادة النظام".
وفي هذا السياق يقول الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لدى وصوله إلى مصر: "آمل أن تتقدم البلاد نحو السلام والاستقرار والحزم وخدمة الشعب الفرنسي، في ظل احترام كبير بين القوى السياسية".