يقدم للقراء مقدمة شاملة عن الفيروسات، مستعرضًا تاريخها، وتطورها، وتأثيرها على الحياة على كوكب الأرض. يبدأ الكتاب بتعريف الفيروسات، وشرح اكتشافها وتركيبها وأحجامها المختلفة، ودورة حياتها من دخول الخلية حتى التكاثر والانتشار، مع مقارنتها بالبكتيريا. ثم ينتقل للحديث عن انتشار الفيروسات الهائل وتنوعها في كل مكان، بما في ذلك المحيطات والبيئات القاسية، ودورها الحيوي في النظم البيئية، مثل دورة الكربون. يصف الكتاب الصراع المستمر بين الفيروسات وعوائلها، وكيف طورت الكائنات الحية آليات دفاعية ضد هجمات الفيروسات، وكيف تطورت الفيروسات بدورها للتهرب من هذه الدفاعات أو استغلالها. كما يسلط الضوء على أنواع العدوى الفيروسية حديثة الظهور، والعوامل التي تساهم في انتشارها عالميًا، مثل الكثافة السكانية والسفر وتفاعل البشر مع الحيوانات، مع ذكر أمثلة كفيروسي سارس ونقص المناعة البشري. يتناول الكتاب أيضًا الأوبئة والجوائح الفيروسية عبر التاريخ، بدءًا من الثورة الزراعية وكيف أثرت التغيرات في نمط الحياة على ظهور وانتشار الأمراض، مع أمثلة مثل الجدري والأنفلونزا وشلل الأطفال. يخصص جزءًا لمناقشة الفيروسات المستديمة، وهي الفيروسات التي تظل في الجسم مدى الحياة، وتتطور لتتعايش مع العائل لفترات طويلة، وأحيانًا تسبب أمراضًا بعد فترة كمون. كما يستكشف العلاقة بين الفيروسات وتطور الأورام السرطانية، وكيف تساهم بعض الفيروسات في تحويل الخلايا الطبيعية إلى خلايا سرطانية. أخيرًا، يتطرق الكتاب إلى التقدم العلمي في مكافحة الفيروسات، من خلال اللقاحات والأدوية المضادة للفيروسات، وكيف أسهمت هذه التطورات في "قلب الموازين" لصالح الإنسان، مع استعراض التحديات المستمرة في هذا المجال. وينتهي بتأمل حول مستقبل الفيروسات، وتأثير التحديات الجديدة مثل التغيرات البيئية والتصنيع الحيوي على ظهور التهديدات الفيروسية القادمة.