يتناول المشكلات العاطفية والانفعالية التي تواجه المرأة وتسبب لها المعاناة، وقد تصل أحيانًا إلى حد الإصابة بالمرض النفسي أو الجسدي. يركز الكتاب على قضيتي الغيرة والخيانة، موضحًا أن المرأة في الحياة لديها قضايا أساسية مرتبطة بالحب. ينقسم الكتاب إلى جزئين رئيسيين: الجزء الأول: امرأة غيورة يتحدث هذا الجزء عن أنواع الغيرة المختلفة:

الغيرة الطبيعية (الغيرة المحبة): تُوصف بأنها غيرة صحية وجميلة، وموجة حب عزيزة، وأشعة شمس دافئة، ونداء من القلب للقلب يبعث الدفء والاهتمام. هذه الغيرة ضرورية لاستمرارية الحياة وتكمل دور الحب.
الغيرة المشكلة: تنبع من شعور التملك في الحب، ويمكن أن تكون ديكتاتورية ومدمرة. تتسبب في مشاعر القلق والخوف والاضطراب والتوتر، وقد تؤدي إلى الغضب الشديد.
الغيرة المرضية: تُعدُّ مشكلة وضارة وخائنة، وتنبثق من عقل مريض يعتمد على الأوهام والضلالات. ترجع جذورها إلى الشعور بالنقص والحاجة للسيطرة والأنانية والخوف، وغالبًا ما تكون نتيجة لتجارب طفولة غير سوية، مثل نقص الحب والقبول، أو التعرض لتهديدات وإحباطات متكررة. هذه الغيرة تؤدي إلى سلوكيات مدمرة، وقد تجعل المرأة حبيسّة الصراعات الداخلية وتدمر علاقتها بالآخرين. يقدم الكتاب نصائح للتعامل معها، مثل قبول الذات وفهم الآخر، والتخلص من مفاهيم خاطئة حول الحب والتملك.

الجزء الثاني: امرأة خائنة يتناول هذا الجزء ظاهرة الخيانة، ويقدم تحليلًا لأنواع مختلفة من النساء الخائنات، مع الإشارة إلى أن الخيانة قد تكون مظهرًا لاضطراب نفسي تعاني منه المرأة. ومن هذه الأنماط:

نمط البغي (العاهرة): حيث تسعى المرأة لتحقيق منفعة مادية وجسدية من العلاقات، وغالبًا ما تكون علاقاتها مؤقتة وسطحية، وقد تكون ناتجة عن حرمان في الطفولة أو رغبة في الانتقام.
النمط الهيستيري: ترتبط الخيانة هنا بالصراعات النفسية، وقد تكون تعبيرًا عن حاجة ملحة للانتباه أو الهروب من المسؤولية.
النمط السيكوباتي: يميز هذا النمط عدم الالتزام بالعهود أو الوفاء، وغالبًا ما تتعدد العلاقات دون حب حقيقي، وقد يكون سلوكًا إجراميًا ينبع من نقص عاطفي أو تربية غير سوية.
نمط الأوديبية: ترتبط الخيانة هنا بصراعات أوديبية غير محلولة في الطفولة، حيث تسعى المرأة لإرضاء رغبات دفينة أو التنافس مع شخصيات أبوية.
النمط الذهاني (الموسوس): تُعتبر الخيانة في هذه الحالات جزءًا من مرض عقلي شديد (مثل الفصام أو الهوس)، حيث يكون السلوك غير إرادي وينبع من ضلالات المريض أو أوهامه.
النمط الدوري الشهري: تحدث الخيانة هنا بسبب اضطرابات هرمونية أو نفسية حادة مرتبطة بالدورة الشهرية، وتؤدي إلى سلوكيات متهورة.
النمط الوراثي والبيئي: يشير إلى أن الخيانة قد يكون لها مكون وراثي أو تتأثر بالبيئة التي تنشأ فيها المرأة.

يؤكد الكتاب أن الخيانة الحقيقية لا تجتمع مع الحب. فالحب الحقيقي هو نفحة قدسية من الله، بينما الخيانة هي انحراف عن هذا الحب، وهي مرض يصيب الوجدان. الكتاب يتناول أيضًا موقف الرجل من خيانة زوجته وكيفية تعامله معها. الهدف العام للكتاب هو تقديم فهم شامل للغيرة والخيانة كظواهر نفسية معقدة، وتوضيح أن بعض أشكال الخيانة هي في الأساس نتيجة لاضطرابات نفسية عميقة تتطلب الفهم والمعالجة بدلًا من الإدانة المجردة.