يقدم الكتاب ملخصًا شاملًا حول السرنديبية (Serendipity)، وهي القدرة على اكتشاف أشياء قيمة أو رائعة عن طريق الصدفة والفطنة، دون سعي مباشر وراءها. يؤكد الكتاب أن العديد من الاكتشافات المهمة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والطب لم تكن نتيجة تخطيط مسبق، بل وليدة الصدفة. يبدأ الكتاب بتعريف مصطلح "السرنديبية" الذي صاغه هوراس وولبول عام 1754، مستوحىً من قصة خيالية لأمراء "سرنديب" الذين كانوا يكتشفون أشياء لم يسعوا وراءها بالفطنة والصدفة. كما يوضح الكتاب أن الصدفة وحدها لا تكفي، بل يجب أن يكون العقل "مستعدًا" للاكتشاف، وهو ما أكده لوي باستير بقوله: "الصدفة لا تواتي إلا العقول المستعدة". يستعرض الكتاب أمثلة تاريخية متنوعة للسرنديبية عبر العصور والعديد من المجالات:

الاكتشافات العلمية والطبية: مثل اكتشاف أرشميدس لقانون الطفو أثناء الاستحمام، واكتشاف إدوارد جينر للقاح الجدري من خلال ملاحظة أن عاملات حلب الأبقار المصابات بجدري البقر لا يصبن بالجدري البشري. ويشمل أيضاً اكتشافات مثل الأكسجين بواسطة بريستيل، واليود بواسطة كورتوا، والكهرومغناطيسية بواسطة أورستد. كما يتناول اكتشاف البنسلين بواسطة ألكسندر فليمنج عندما لاحظ عفنًا يقتل البكتيريا في طبق مزرعة ملوث، وأدوية السلفا، والإنسولين، وبعض أدوية علاج الأمراض النفسية مثل الكلوربرومازين والليثيوم.
الاختراعات الصناعية: يذكر الكتاب اكتشاف تشارلز جوديير لعملية فلكنة المطاط بالصدفة عندما سقط جزء من المطاط المغطى بالكبريت في فرن ساخن. ويتضمن أيضاً اختراع السيلولويد، والرايون، وزجاج الأمان (التربلكس)، وبعض البوليمرات مثل البولي إيثيلين والتيفلون.
الاكتشافات الأثرية والفلكية: مثل اكتشاف مدينتي بومبي وهركولانيوم المدفونتين، وتماثيل جنود الطين في الصين، ومخطوطات البحر الميت، واكتشاف قمر كوكب بلوتو.

يختتم الكتاب بالتأكيد على أن الفطنة والملاحظة الدقيقة والعقل المستعد هي العوامل الأساسية التي تحول الصدف العابرة إلى اكتشافات عظيمة. يشجع المؤلف القراء على تنمية هذه الصفات لديهم، لأن "بذور الاكتشافات العظيمة تحوم حولنا باستمرار، لكنها تستقر فقط في العقول المستعدة لاستقبالها".

السرنديبية: اكتشافات علمية وليدة الصدفة