بعض الفتيات يرددن عبارة: " أريده أن يعاملني كأميرة". عبارة تبدو رومانسية، لكنها تفتح بابا للتساؤل: وماذا لو كان هو أيضا ينتظر أن يُعامل كأمير؟
في العلاقات السوية، يفترض أن نكون أمام شخصين اختارا معا أن يتقاسما حياتهما، أفراحهما، أحلامهما، وصعوباتهما. العلاقة ليست مسرحا لعرض الاهتمام بطرف واحد والاحتفاء المستمر به، بينما الآخر يؤدي دور "المُقدّم للخدمات العاطفية". هي مساحة مشتركة، يسعى فيها كل طرف لتحقيق سعادته وسعادة شريكه في الوقت نفسه.
لكن حين تتحول الفكرة إلى أن المرأة، لمجرد كونها أنثى، تستحق معاملة خاصة أو امتيازات عاطفية غير متبادلة، فنحن نقع في فخ يشبه – ولو من زاوية مختلفة – التصورات الميزوجينية التي ننتقدها: تلك التي تمنح أو تحرم الحقوق... بناءً على الجنس!
مفهوم "Princess treatment" قد يبدو بريئا إذا كان ضمن تبادل متوازن، لكنه يصبح مشكلة إذا تحول إلى حق مكتسب لطرف واحد فقط. لأن العلاقة المتكافئة لا تقوم على أن يقدم طرف كل الجهد، بينما ينتظر الآخر الامتيازات فقط.
الحب الحقيقي لا يعرف "أميرة" و"خادما"؛ ولا "أميرا" و"خادمة" تتكفل باحتياجاته. الحب الحقيقي والعلاقات السوية تعرف الاحترام، والرغبة الصادقة في إسعاد الآخر، والاستعداد لبذل الجهد من الطرفين. الحب الحقيقي والعلاقات السوية تعرف أن العناية، والاهتمام، واللطف، هي حقوق وواجبات مشتركة، لا هبات يمنحها طرف لآخر بسبب صفته البيولوجية.
إذا أردنا أن نعيش علاقات صحية، علينا أن نكسر هذه الثنائية. أن نعامل بعضنا بإنسانية، وكرم، ومودة، واحترام… حسب حاجات كل طرف في العلاقة واحتياجاته، وأيضا حسب طاقات الطرف الآخر في كل فترة من فترات العلاقة.
نحتاج أيضا أن نتذكر دائما أن الاحترام المتبادل هو أفخم وأرقى معاملة يمكن أن نحصل عليها وأن نقدمها للآخر.