تحدّثت مؤثّرة يمنية ترتدي الحجاب ومحتواها يتحدّث عن تاريخ اليمن، عمّا أسمتها بـ"حملة ممنهجة" ضدّ النساء اليمنيات في السوشل ميديا، وقالت أنها تهدف لتشويه سمعتهنّ. لا أعلم إن كانت كلمة "ممنهجة" مناسبة أو أن الحملة عشوائية بالنسبة لهؤلاء المتنمّرين، ولكنّ الأكيد أن هدفهم واحد، وهو إخفاء وجود النساء اليمنيات من وسائل التواصل الاجتماعية.
في كلّ مرة أشاهد مؤتمرًا يتحدّث عن تواجد المرأة في السوشل ميديا، وما تعانيه من تنمّر وغيره أستغرب جدًّا أنّ مَن يتمّ استدعاؤهنّ لمؤتمرات كهذه لم يتعرّضن لتنمر، وحساباتهنّ ليست مفتوحة للعامة، وبالتالي لا يمكن أن يفهمن ما الذي تمرّ به هؤلاء النساء.
عندما أفتح الإنستغرام لأشاهد ما تضعه المؤثّرات اليمنيات اللواتي يظهرن بدون حجاب –وعددهنّ قليل جدًّا- أتفاجأ من كمّية التنمّر، وتشويه السمعة، وكلمات بذيئة تخالف العادات والتقاليد اليمنية التي -كانت- تحترم المرأة على الأقل من ناحية التعرّض لشرفها.
ورغم وجود نساء في الماضي لم يكنّ محجبات وكان المجتمع يحترمهنّ إلا أنّ الوضع تغيّر منذ فترة طويلة لدرجة أنّ الشاب اليمني عندما نضع صور نساء من الماضي يقول بأنها فوتوشوب!
الصادم أيضا أن هؤلاء الشباب لا يعرفون تاريخ بلدهم، فعندما وضعت صورًا لبنات جامعة صنعاء في فترة الثمانينيات والسبعينيات ومنهنّ كاشفات شعورهن ردّ شخص بأنّ هذا كان في فترة الاستعمار البريطاني. هذا الشاب لا يعرف تاريخ بلده وأنّ الاستعمار البريطاني كان في جنوب اليمن وليس الشمال، وأيضا لا يعرف في أيّ فترة.
يحزنني جدًّا عندما أشاهد امرأة تحاول أن تُظهر تراث بلدها وفنّه وتاريخه. تحاول أن يكون لبلدها المعزول وجود في الساحة الإعلامية، وبدلًا من أن نشكرها على ذلك تواجه تنمّرًا، وفي كلّ يوم تصلها عشرات التعليقات التي تتهمها في شرفها وتؤذيها نفسيًّا.
هذا الأسلوب الطارد جعل الكثير من اليمنيات يخفين هويتهنّ اليمنية لكي يستطعن أن يظهرن ويتحدّثن ويعشن حياة طبيعية مثل بقية نساء العالم.