قراءة لسفر القضاة ✝️ – الإصحاح الثامن | عدد الآيات: 35 آية
بعد أن هزم جدعون جيش مديان الهائل بثلاثمئة رجل فقط، واجه تحديًا من نوع آخر: جدال رجال أفرايم الغاضبين لأنهم لم يُدعوا للمعركة. بحكمة واتضاع، هدّأهم بكلمات لطيفة فارتاحت نفوسهم. ثم تابع جدعون مطاردة الملكين زبح وصلمناع رغم تعب جنوده، لكنه وُوجه برفض من أهل سكّوت وفنّوئيل تقديم المساعدة. وعِوضًا عن الدعم، قابله الجفاء والتهكّم. فتوعدهم بالعقاب، ووفى بوعده لاحقًا حين أمسك بالملكَين وهزم ما تبقى من جيش مديان، ثم عاد وأدّب أهل سكّوت وهدم برج فنّوئيل.
لكن هذه القصة لم تنتهِ بانتصار عسكري فقط. عندما أراد الشعب تنصيب جدعون ملكًا، رفض قائلاً: "الرب هو المتسلّط عليكم". ومع ذلك، طلب من الشعب أقراط الذهب، وصنع منها أفودًا وضعه في مدينته، فتحوّل لاحقًا إلى فخّ للعبادة الوثنية.
رغم أن الأرض استراحت أربعين سنة في أيامه، إلا أن إسرائيل عادوا بعد موته إلى عبادة البعل، ونسوا معروف الله وكل الخير الذي صنعه جدعون معهم. قصة جدعون تذكّرنا بأن النصر لا يضمن الأمان الروحي الدائم، وأن قلب الإنسان يحتاج دومًا إلى تذكير بمن هو إلهه الحقيقي.
العبرة: ليس المهم كيف تبدأ الرحلة مع الله، بل كيف تثبت أمينًا حتى النهاية، فحتى بعد أعظم الانتصارات يمكن للقلب أن يضل إن لم يبقَ متعلّقًا بالرب.
تابع إذاعة صوت الحياة والامل على:إنستغرام، يوتيوب، فيسبوك، وتك توك.