برنامج الصحة المستدامة يستضيف د. ياسر خير بك، الاستشاري في الطب النفسي العام ورئيس الأطباء في مستشفى أورجمون للطب النفسي بضاحية أرجنتوي الباريسية، لفتح ملف: ما هو اضطراب الكابوس و ما هو علاجه؟
دراسة طبية حديثة تقول إنّ الكوابيس تسرّع الشيخوخة و تزيد من خطر الوفاة
أشارت دراسة حديثة إلى أنّ الكوابيس الليلية المتكررة قد تكون سببًا في تسريع الشيخوخة البيولوجية وزيادة خطر الوفاة المبكرة.
هذا وتوصّلت الدراسة إلى هذه النتائج بعد تحليل بيانات أكثر من 183 ألف بالغ تتراوح أعمارهم بين 26 و86 عامًا، في محاولة لفهم العلاقة بين جودة النوم وعوامل الشيخوخة والصحة العامة.
وركّز الباحثون في بحثهم على قياس طول التيلوميرات وهي نهايات الكروموسومات التي تُعتبر مؤشراً بيولوجياً هاماً للشيخوخة.
و أظهرت الدراسة أنّ الأشخاص الذين يعانون من الكوابيس بانتظام لديهم تيلوميرات أقصر من الاشخاص الذين لا يعانون منها، ما يؤدي الى شيخوخة بيولوجية متسارعة .
كما تجدر الإشارة إلى أنّ هذه التيلوميرات تقصر بشكل طبيعي مع التّقدم في السن ولكنّ وجود تيلوميرات أقصر يرتبط بمخاطر متزايدة للإصابة بأمراض مزمنة مثل السرطان وأمراض القلب.
وأظهرت النتائج أنّ احتمال الوفاة المبكرة لدى الذين يعانون من كوابيس أسبوعية يزيد بنسبة 40% مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون منها
وأنّ هؤلاء الأشخاص معرضون أيضًا للوفاة قبل بلوغ سن السبعين بثلاثة أضعاف، ما يجعل الكوابيس من بين أقوى العوامل المسببة للوفاة المبكرة مقارنة بعوامل أخرى معروفة مثل سوء التغذية، قلة الحركة، أو التدخين.
وأخيراً، يوضح الباحثون أنّ ذلك يعود إلى تأثير الكوابيس على زيادة مستويات التوتر واضطرابات النوم، وهما عنصران يلعبان دورًا رئيسيًا في تسريع الشيخوخة.
فالكوابيس تؤدي إلى ارتفاع هرمون الكورتيزول، المعروف بهرمون التوتر، ما يؤدي إلى تدهور صحة الخلايا وتسريع شيخوختها.