قراءة لسفر التثنية ✝️ الاصحاح الثالث ولثلاثون- عدد الايات 29.
يُعدّ الإصحاح الثالث والثلاثون من سفر التثنية ختامًا مؤثرًا لحياة موسى، حيث يقدم فيه "رجل الله" بركته الأخيرة لشعب إسرائيل قبل موته. يبدأ موسى بإعلان مجد الرب الذي ظهر لشعبه من سيناء، وأشرق من سعير وتلألأ من جبل فاران، مؤكّدًا محبته لشعبه ووصيته لهم بالناموس الذي سلّمه كإرث لجماعة يعقوب. ثم يتوجّه موسى ببركات متفرّقة لكل سبط من أسباط بني إسرائيل، فتمنّى لرأوبين الحياة والنسل، وطلب ليهوذا أن يُستجاب صوته وينال المعونة في معاركه. أما سبط لاوي، فامتدحه لأمانته في حفظ العهد وتعليمه الشريعة، ودعا له بالبركة في قوّته وعمله. ووصف بنيامين بأنه حبيب الرب الذي يسكن في أمان بقربه، بينما أفاض على يوسف بركات السماء والمياه والجبال، وأعطاه قوة رمزية بقرني رئم ليدفع بهما الشعوب. أما زبولون ويساكر فقد نالوا بركات متعلّقة بالبحر والجبال وخيرات الأرض، وجاد صُوّر كمحارب شجاع يفترس خصومه، ودان كأشبال الأسد يثب من باشان، ونفتالي كمن يشبع رضا ويمتلك الغرب والجنوب، وأشير وُصف بالمبارك المقبول الذي يغمس رجله في الزيت وتكون مزاليجه من حديد ونحاس، في دلالة على الثبات والقوة. ويختم موسى هذا الإعلان العظيم بتمجيد الله، الإله الأبدي، الذي هو ملجأ إسرائيل وذراعه الأبدية، مؤكدًا أن الرب هو من يطرد العدو ويمنح شعبه الأمان والازدهار، فتنعم عيون يعقوب بأرض الحنطة والخمر، وسماؤه تقطر ندىً. ويبلغ الختام ذروته بنداء النعمة: "طوباك يا إسرائيل! من مثلك يا شعبًا منصورًا بالرب؟"، حيث يُعلَن أن الرب هو ترس عونه وسيف عظمته، وبفضله يذلّ الأعداء ويطأ شعبه مرتفعاتهم.
تابع إذاعة صوت الحياة والامل على: إنستغرام، يوتيوب، فيسبوك، وتك توك.