سفر التثنية، الإصحاح الثاني والعشرون✝️ – عدد الآيات 30.
في هذا المقطع من سفر التثنية، نقرأ مجموعة من الشرائع التي تعكس اهتمام الله العميق بتنظيم حياة شعبه من جوانب متعددة، روحية، أخلاقية، واجتماعية. تبدأ هذه الوصايا بالحضّ على الأمانة والرحمة، حيث يُطلب من الإنسان ألا يتغاضى عن ممتلكات أخيه الضالة، سواء كانت ثورًا أو شاة أو غيرها، بل عليه أن يعيدها إليه أو يحتفظ بها بأمان حتى يعود صاحبها. وتشمل الرحمة حتى بالحيوانات، فلا يجوز أخذ الأم مع فراخها أو بيضها من العش، بل تُطلق الأم ويُؤخذ الصغار فقط، وذلك إكرامًا للطبيعة وتدريبًا على الرحمة.
ثم نرى وصايا عملية لحماية الحياة، مثل بناء سور على السطح لمنع الحوادث، وعدم خلط أنواع الزرع أو الأنسجة أو الحيوانات في العمل، مما يعكس مبدأ الطهارة والتمييز. كما يظهر اهتمام الله بالنظام الاجتماعي والعلاقات السليمة، خاصة في ما يخص الزواج والعفة، إذ نُصادف تعليمات صارمة بخصوص الاتهام الكاذب، وحماية الفتيات، وعقوبة الزنا والاغتصاب، بحسب مكان وقوع الجريمة وظروفها.
في كل هذه الأمور، نجد هدفًا روحيًا واضحًا: تنقية المجتمع من الشر، وإرساء العدالة، وضمان الاحترام المتبادل بين أفراده. فهذه الشرائع ليست مجرد قوانين جافة، بل هي انعكاس لقلب الله المهتم بأن يعيش شعبه في قداسة وعدل ورحمة، وتساعدنا على فهم كيف يريد الله أن يعكس شعبه صورته في كل جوانب حياتهم اليومية.
تابع إذاعة صوت الحياة والامل على: إنستغرام، يوتيوب، فيسبوك، وتك توك.