اعتقال رئيس بلدية إسطنبول في تركيا وتداعياته السياسية ومقال عن مفهوم المواطنة في سوريا خلال حكم النظام الجديد، من بين المقالات التي تناولتها المواقع والصحف العربية الصادرة اليوم 20مارس/اذار 2024 .
أفادت صحيفة العرب اللندنية ان السلطات التركية ألقت القبض على رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، أبرز منافس سياسي للرئيس رجب طيب أردوغان، بتهم تشمل الفساد ومساعدة جماعة إرهابية، فيما وصفه حزب المعارضة الرئيسي بأنه محاولة انقلاب على الرئيس التركي القادم.
وترى صحيفة العرب اللندنية ان أردوغان يشعر بأن إمام أوغلو، الذي يحظى بشعبية واسعة في إحدى أكبر المدن التركية، سيكون المرشح الأقوى في الانتخابات الرئاسية المقبلة، والقادر على هزْم مرشح حزب العدالة والتنمية الإسلامي، سواء بإعادة ترشيح أردوغان أو تقديم مرشح آخر يرجح على نطاق واسع أن يكون وزير الخارجية الحالي هاكان فيدان.
ونقلت الصحيفة عن ي مراقبين أن الزج برئيس بلدية إسطنبول في السجن والتمهيد لمحاكمته بتهم خطيرة سيصعّبان عليه الترشح للانتخابات الرئاسية إما لاعتبارات قانونية في حال الحكم عليه بأحكام قاسية، أو بهدف الهز من صورته لدى الأتراك وإضعاف شعبيته خاصة أن نقطة قوة إمام أوغلو أنه شخصية تتقن الخطابة ويركز في انتقاداته لأردوغان على ملفات تهم المواطن، وهو سر الشعبية الواسعة التي يحظى بها.
كتب حنا صالح مقالا مقالا في صحيفة الشرق الأوسط اعتبر ان كل السياسات الإيرانية والإملاءات التي فرضت على بغداد ودمشق وبيروت، حتى بعد مقتل قاسم سليماني، لم تتخيل يوماً أن يواجه النظام الإيراني أخطاراً استراتيجية، كان يظن أنها باتت خلفه منذ إسقاط نظام صدام حسين، والقرار الأميركي بحل الجيش العراقي، وغض النظر عن مسارعة طهران لملء الفراغ.
وأوضح الكاتب في صحيفة الشرق الأوسط ان إيران لم تتوقف أمام أبعاد التهديد الإسرائيلي المتواصل بعد الضربة التي أنهت دفاعها الجوي، ولم تستوعب أبعاد رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمرشد علي خامنئي، والتشدد الأميركي لفرض انكفاء كامل لإيران داخل حدودها الجغرافية، وعدم بقاء أي احتمال لأن تصبح إيران دولة نووية.
وأضاف الكاتب ان النظام الإيراني ربما فكَّر بثمن مقابل التخلي عن الأذرع، ومواقفه تشجع إعادة بناء هذه الميليشيات، وحتى الآن هناك اتهام بتشجيع، وربما التخطيط، لأحداث منطقة الساحل السوري التي أفضت إلى فظائع مرعبة. تزامن ذلك مع خطوات داخلية لترميم الشعبية المتهاوية بتخفيف بعض القيود، كوقف تطبيق قانون الحجاب، والسماح ببث آراء منفتحة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهي خطوات كان يمكن لها أن تدعم النظام الإيراني، لكنها تأخرت كثيراً زمن اتساع المخاوف من «سورنة» إيران.
يرى عمر الشيخ في صحيفة العربي الجديد ان سورية تعيش اليوم مرحلة انتقالية حرجة، حيث يبرُز تحدّي المواطنة المتصدّعة، نتيجة تفتت النسيج المجتمعي، حجر عثرة أمام أي تغيير جذريّ. لطالما ترسّخ في ذاكرة السوريين كيف استبدل نظام الأسد مفهوم المواطنة بولاءات ضيقة، عمادها الطائفيّة، والعشائريّة، والانتماء الحزبي، ما أدّى إلى تعميق الانقسامات المجتمعيّة، وإضعاف فكرة الدولة الجامعة
وأوضح الكاتب في مقاله بصحيفة العربي الجديد انه لا مواطنة حقيقية بسوريا من دون عدالة اجتماعية.و يتطلّب ذلك سياسات تنموية تعيد توزيع الموارد بشكلٍ مُنصف، وتنهض بالمناطق المهمّشة، مع تحسين الخدمات الأساسية، كالصحة والتعليم والبنية التحتية. وتبدأ باستعادة ثقة الناس بالدولة بضمان شراكتهم الفعلية في إعادة البناء، عبر اقتصاد يحقّق تكافؤ الفرص ولا يعيد إنتاج الفساد والتمييز.
يتطلب تعزيز المواطنة في سورية إصلاحاً جذرياً يعيد هيكلة مؤسّسات الدولة على أسسٍ قانونيةٍ تكفل العدالة والمساواة. كما أن تطوير التعليم والإعلام ضروريٌّ لنشر ثقافة المواطنة وتعزيز الوعي المدني، في حين تُعد المشاركة السياسية والمجتمعية ركيزة أساسية لبناء ديمقراطية حقيقية.