منذ بضعة أيام، عاش العالم أجواء الكريسماس، التي يحتفل من خلالها المسيحيون بذكرى عيد الميلاد، والتي تحولت أيضا إلى احتفال اجتماعي، حتى لدى غير المسيحيين وغير المتدينين. لكن، كم منا يعرف بأن هذه الاحتفالات تشكل بدورها ضغطا كبيرا على النساء في العديد من المجتمعات؟
حسب دراسة للمركز الفرنسي للرأي العام سنة 2022، فإن 62% من الفرنسيات، صرّحن بأنهن يبذلن مجهودا أكبر من أزواجهن في تنظيم أعياد الميلاد، منهن 37% صرحن بأنهن يبذلن مجهودا “أكثر بكثير” من أزواجهن. بين شراء الهدايا حسب احتياجات وذوق كل شخص، إعداد الوجبات، التسوق، تزيين البيت وشجرة الميلاد، إلى غير ذلك...
حسب نفس دراسة المعهد الفرنسي للرأي العام، IFOP، فإن النساء اللواتي شاركن في الدراسة، تصرحن بأنهن تزينَّ شجرة عيد الميلاد بنسبة 57%، وتهيئن مائدة عيد الميلاد بنسبة 76%، وتطبخن الوجبة الرئيسية بنسبة 63%.
المهمات الذكورية، في معظمها، تتلخص فيما يلي: فتح الفواكه البحرية بنسبة 54% واختيار المشروبات بنسبة 40%.
ضمن الشهادات، تصرح إحدى السيدات بما يلي: "بين الهدايا وجولات التبضع هنا وهناك، وقوائم الطعام، وإعداد البيت لاستقبال 15 فردا، سئمت من قبعة الأب نويل”. (نهاية الشهادة)
كما تشير الدراسة إلى أن ثلثي الأزواج في فرنسا عاشوا خصومات بسبب تنظيم أعياد الميلاد، وأن ثلث الأزواج الذين شاركوا في الدراسة تعرضوا لصدامات متكررة لنفس السبب.
لذلك، فإنه، وخلف مظاهر الفرحة والاحتفال، التي قد تكون صادقة، فإن العديد من الأمهات يشتكين من عبء هذه المناسبة التي تجمع في نفس الوقت بين ما هو ديني وما هو اجتماعي.
تفاصيل قد نعيشها أيضا في احتفالات عيد الأضحى مثلا أو في رمضان بالنسبة للمجتمعات الإسلامية... تختلف طبيعة الاحتفال والانتماء الثقافي أو الديني أو الجغرافي، لكن ثقل التقسيم غير العادل للمهام يبقى نفسه.
فماذا لو فكرنا في تقسيم جديد للمهام بين الزوجين، من باب الإنسانية والعدل، ومن باب احترام حق الآخر أيضا، الزوجة، في الاحتفال براحة وسعادة وبدون أعباء مضاعفة؟
كل عام وأنتم وأنتن بخير.. وأنتم وأنتن تقتسمان المسؤوليات التي يفترض أنها مشتركة.