قال الرئيس جو بايدن، بعد مشاركته أمس في التصويت المبكر في الانتخابات الأميركية، إن الحرب في غزة يجب أن تنتهي، وهناك حاجة ملحة لوقف إطلاق النار. وخلال الأسبوع الماضي، كثفت إدارة بايدن اتصالاتها مع مختلف الأطراف لإحياء مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى. ويعول فريق المرشحة الرئاسية كمالا هاريس على هذه الجهود، أملا في أن تؤثر إيجاباً على تصويت الجالية العربية لصالحها في ولاية ميشيغان، إحدى الولايات المتأرجحة الرئيسية. في المقابل، يراقب فريق المرشح المنافس دونالد ترامب هذه الجهود عن كثب.
ومن المتوقع أن يراعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العلاقة الخاصة التي تجمعه بترامب، وأن يتجنب تقديم أي دعم علني لمنافسيه. وأشارت صحيفة نيويورك تايمز أمس إلى أن نتنياهو قادر على تقديم بعض التنازلات، لكنه يفضل الانتظار حتى تتضح نتائج السباق الانتخابي في الخامس من نوفمبر المقبل. ووصفت إحدى القنوات الإسرائيلية العقبات التي تعترض التوصل إلى اتفاق بأنها "معضلة الانتخابات الأميركية".
وفي ظل عودة رئيس جهاز الموساد دافيد برنياع من الدوحة، يتداول الحديث الآن حول خطة جديدة لوقف إطلاق النار في غزة، تأخذ في الحسبان المقترحات السابقة والتطورات الراهنة. وتشير المعلومات إلى أن هذه الخطة قدمها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) وليام بيرنز بالتعاون مع وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، دون الكشف عن تفاصيلها. ومع ذلك، أحيط ممثلو حركة حماس علماً بالخطوط العريضة للخطة، والتي تهدف إلى إقناع الحركة بقبول وقف إطلاق نار مؤقت مقابل تحسين الأوضاع الإنسانية في غزة، كخيار متاح حالياً بعد مقتل زعيم الحركة يحيى السنوار، ولأنه يُعد الحل الوحيد الذي قد يُجنب الانتقاد الموجه لنتنياهو بسبب إصراره على مواصلة "المفاوضات تحت النار".
من جانبه، اقترح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هدنة لمدة يومين يتم خلالها تبادل أربعة من الرهائن الإسرائيليين مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، على أن تُمدد هذه الهدنة لاحقاً بعد عشرة أيام. ويعتبر هذا الاقتراح اختباراً لموقف نتنياهو، الذي أبدى استعداداً لقبوله، إلا أن الجانب الأميركي يسعى إلى إبرام صفقة شاملة لتبادل الأسرى. ولا يزال من غير المؤكد ما إذا كان سيتم التوصل إلى هذه الصفقة قبل موعد الانتخابات.