وصل وزير الدفاع الإسرائيلي إلى واشنطن أمس لعقد اجتماعات مع نظيره الأمريكي وكبار المسؤولين في الإدارة، بغية التوافق حول نقاط خلاف عدة ظهرت تباعا بين الجانبين خلال الشهور الماضية على خلفية الحرب على غزة.
وكان الفيديو الذي سرب الأسبوع الماضي، وفيه ينتقد رئيس الوزراء تأخير واشنطن شحنات أسلحة قد تسبب بأزمة علنية جدية بين الحليفين، فللمرة الأولى يقول الناطقون باسم البيت الأبيض ووزارة الخارجية إنهم لا يعرفون عما يتحدث بنيامين نتانياهو، لأنه لم يطرأ أي تغيير في الإمدادات العسكرية، لكن شحنة واحدة للقنابل الثقيلة خضعت للتدقيق، ولا تزال، للتأكد من أن إسرائيل ستستخدمها وفقا للقوانين الأميركية وقوانين الحرب الدولية.
وأمس، قال نتانياهو إنه يأمل بإيجاد حل لهذه الشحنة في أقرب وقت، لكن المصادر الأميركية تلمح إلى أن اتهاماته لها دوافع سياسية، تسبق المناظرة الأولى الخميس المقبل بين المرشحين الرئاسيين جو بايدن ودونالد ترامب، وليس سرا أن نتانياهو يميل إلى المرشح الجمهوري ويراهن على عودته إلى البيت الأبيض.
وفيما أعطيت زيارة يوآف غالانت طابعا تصالحيا، فإنه بدوره يأمل بالإفراج عن شحنة القنابل الثقيلة، وقال إن الاجتماعات في واشنطن أهمية حاسمة لمستقبل الحرب، مشيرا إلى أن المحادثات ستتناول صفقة تبادل الأسرى واليوم التالي في غزة، ومسار التصعيد الحالي مع حزب الله في لبنان، وهي مسائل تشكر الإدارة الأميركية من أن نتانياهو لم يكن متعاونا فيها، وليس مؤكدا أن غالانت يمكن أن يبتها من دون العودة إلى رئيس الوزراء.
وخلال الأسبوع الماضي، طرح الجيش الإسرائيلي أفكارا تنسجم مع المطالب الأميركية، ومنها دعم صفقة تبادل الأسرى وإنهاء العمليات القتالية في غزة، وربط ذلك بالاستعداد للحرب ضد حزب الله في لبنان.
ورغم أن واشنطن أعلنت استعدادها لدعم إسرائيل في هذه الحرب، وقررت إرسال حاملة طائرات إلى المنطقة، إلا أن الإدارة الأميركية لا تزال تضع خطوطا حمراء وتطالب إسرائيل بعدم تجاوزها في أي عملية عسكرية ضد لبنان.
أما ما جعل واشنطن تبدي هذا الدعم للمرة الأولى يعزى إلى أمرين، الأول عدم تجاوب حزب الله مع مساعي الحل الدبلوماسي وربطه المواجهة مع إسرائيل بوقف نهائي للحرب على غزة، والثاني تحذير إيران ووضع حد لتدخلها المباشر في أي حرب قد تقع في لبنان.