وصف الجنة
الشيخ حسن الحسيني
طعام أهل الجنة
ورد في صحيح مسلم، أنّ حبرًا من أحبار اليهود، أتى إلى النبي e ليختبره، وممّا سأله اليهودي: "ما تحفةُ أهلِ الجنّة حين يدخلونها؟ فقال النبي e: زيادةُ كبد النّون"، أي القطعة المنفردة عن كبد الحوت، وهي أطيبُ جزءٍ في الكبد! وهذا أول ما يأكله أهل الجنّة، ثم قال اليهودي: "فما غَدَاؤهم على إثرها؟ قال النبي e: يُنحر لهم ثورُ الجنة، الذي كان يأكل من أطرافها"، يا الله.. فما أطيب ذاك الغَدَاء، وما ألذّ ذاك اللحم، الذي نشأ في الجنّة، وتغذّى من الجنّة، فهنيئًا لأهل الجنّة!.. فلمّا انتهى اليهوديُّ من أسئلته، قال للنبي e: صدقت، وإنّك لنبيٌّ"./ أيّها المشتاق للجنة.. إن سألتَ عن طعام أهل الجنّة، ففي الجنة ما تشتهيه الأنفس من الطّعام واللّحوم والثّمار، وأول طعامٍ يدخل أجواف أهل الجنّة، لحمٌ بحريّ وهو: زيادةُ كبد الحوت، وغَدَاؤهم على إثرها لحمٌ بريّ، وهو: ثورُ الجنة، الذي كان يأكل من أطرافها! والغلمان يطوفون على أهل الجنّة، بما يتخيرون من لحمٍ جويّ: (وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ)./ أيّها المشتاق للجنة.. وفي الجنّة ثمارٌ عديدة ومتنوعة، منها: الرَّمان والعنب والسدر والطلح أي الموز.. وغيرُها، ولا يخفى عليك أنَّ طعام الجنّة لا يُشبه طعام الدنيا سوى في الاسم فقط، فالاسم هو الاسم، لكنّ المسمى غيرَ المسمى! فلحوم الجنّة وثمار الجنة.. شكلها ولونها ومذاقها، لا يعلم ماهيَّتها وقدرها ومقدارها إلا الذي خلقها وأبدعها. فالعقل البشري لا يمكنه تصوّر طعْم ثمار الجنة؟ رفع سلمان الفارسي عودًا من الأرض، وقال: "لو طلبتَ في الجنة مثل هذا لم تجده! فسأله جرير: وأين النخل والشجر؟ قال: أصولها اللؤلؤ والذهب"، ألا ما أطيب تلك الثمار، التي غُرست أشجارها في أرض المسك والزعفران، ثم سُقِيَت بماءٍ هو أطهرُ ماءٍ وأنقاه، وأعذبُ مَوردٍ للصادي وأحلاه، فكانت أصولها لؤلؤًا وذهبًا! وكانت ثمارها لذةً ونعيمًا.. أيّها المشتاق للجنّة.. في الجنّة إن أردت الثّمار، فهي سهلةٌ قريبة، حتى ولو كانت الثمرة في أعلى الشجرة، تدلَّت إليك، واقتربت منك حتى تأخذها، إن كنتَ قائماً ارتفع الغصن إليك، وإن كنت جالساً أتاك الغصن وأنت جالس، وإذا اضطجعت أتاك الغصن وأنت مضطجع، قال الله: {قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ} [الحاقة:23]، أي ثمارها قريبةٌ، يتناولها الواقف والقاعد والمضطجع./ وهذا الذي ذكره القرآن من ثمار الجنة، شيءٌ قليل مما تحويه تلك الجنان، ولذا قال الله: "فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ" الرحمن: 52، ولكثرة الثّمار فإنَّ أهل الجنّة يَطلبون من الفاكهة الكثيرة ما يشتهون: "مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ"، قال ابن كثير كلاماً لطيفاً دلّل فيه على عظيم ثمار الجنة، فقال: "إذا كان السدر الذي في الدنيا، لا يُثمر إلا ثمرةً ضعيفة وهو النبق، وشوكه كثير، لكنه يكون في الجنة في غايةٍ من كثرة الثمار وحسنها، حتى إن الثمرة الواحدة منها، تتفتَّقُ عن سبعين نوعاً من الطعوم والألوان، فما ظنك بثمار الأشجار، التي تكون في الدنيا حسنةَ الثمار: كالتفاح، والنخل، والعنب، وغير ذلك؟ وما ظنك بأنواع الرياحين، والأزاهير؟ نسأل الله من فضله" (النهاية:2/262).
مرحبًا عشاق البودكاست!
إذا كنت تحب ما تسمعه، فلماذا لا تعلن عن عملك معنا؟
انقر على الرابط أدناه، دعنا نوصل رسالتك إلى جمهورنا الرائع!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
ميزات الإعلان على البودكاست الخاص بنا:
Hey podcast fans!
If you love what you hear, why not advertise your business with us? Click the link below to get your message out to our awesome audience!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
Features of advertising on our podcast:
..
تنويه
بعض الكتب لا تظهر في منصات مثل (سبوتيفاي، أنغامي، وغيرها) لذلك يمكنك الإستماع إلى كامل الموسوعة عبر تطبيقات أخرى مثل