وصف الجنة
الشيخ حسن الحسيني
آنية أهل الجنة
بعد أن يستقرَّ أهل الجنة في الجنة، يكرم الله أهلها بأنواع النعيم، منها: أن يطافَ عليهم بأوانٍ من ذهب، عليها أنواع الطعام، ويطافَ عليهم بأكوابٍ من ذهب للشراب، وفي كلٍّ من الأواني والأكواب ما تشتهيه الأنفس، وتلذذ به الأعين، فيأكلون ويشربون، ويتنعّمون ويتلذذون، ويقال لهم إكمالاً لسرورهم: يا أهل الجنة، إنكم باقون في هذا النعيم خالدين أبدًا. قال الله تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}. وحديثنا في الحلقة عن أواني أهل الجنة، والمراد بالأواني: هي كل وعاء يوضع فيه الطعام والشراب، وأنواع آنية الجنة، التي ذكرها الله في القرآن، على خمسة أنواع: الصِّحَاف، والأباريق، والأكواب، والكؤوس، والقوارير./ نبدأ بالصِّحَاف: الصّحاف جمع صحيفة، وهى الآنية الواسعة الكبيرة، التى توضع فيها الأطعمة، قال الله تعالى: { يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ}. والأباريق: جمع إبريق، وهو القدح الذي له عروةٌ وخرطوم، ويصبُّ منه الشّرابُ في الأكواب، قال تعالى: (يَطوفُ عليهم ولدان مخلدون، بأكواب وأباريق وكأسٍ من معين). أما الأكواب: جمع كوب، وهو القدح الذى ليس له عروة. والقوارير: جمع قارورة، توضع فيها الأشربة، وهي فى الأصل إناءٌ رقيق من الزجاج النّقي الشفاف، لكن الغريب أنّ القوارير في الجنة من فضة، وليست من الزجاج! وهذا مما لا نظير له في الدنيا، إذ القوارير في الجنة لها بياضُ الفضة، وشفافية الزجاج! {وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا ) فيدور الخدم على أهل الجنة بأواني الطعام الفضيَّة، وأكواب الشراب من الزجاج، لكنه زجاجٌ من فضة! (قَوَارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا ) قدَّرها السقاة على مقدار ما يشتهي الشاربون، لا تزيد ولا تنقص! أما الكؤوس: فهي بيضاء، كما قال الله تعالى: (يطاف عليهم بكأس من معين، بيضاء لذةٍ لشاربين)، علمًا بأنّ الكأس: هو الإِناء الذى توضع فيه الخمر، ولا يسمى بهذا الاسم إلا إذا كانت الخمر بداخله، ويصح أن يطلق الكأس على الخمر ذاتها على سبيل المجاز، كما قال الله: { إِنَّ الأبرار يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً } والكافور: اسمٌ لسائلٍ طيبِ الرائحة، أبيضِ اللون، تميل إليه النفوس. وقال تعالى: (وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلا ) فالأبرار في الجنة يَسْقيهم ربّهم كأسًا مملوءة خمرًا، تُخلط مرةً بالكافور، الذى تنتعش له النفوس، وتحبّه الأرواح والقلوب، لطيب رائحته، ومرةً تمُزج بالزنجبيل./ كما أنّ هذه الكؤوس ممتلئة ومتتابِعة، قال الله تعالى: (وكأساً دهاقا) أي كأسًا مملوءة خمرًا، تدور على أهل الجنّة بلا انقطاع!/ وهذا التنوّع في الأواني والأشربة، إنما هو زيادةٌ فى تكريم أهل الجنة، إذ تارة يُطاف عليهم بأكواب من فضة، وتارة يُطاف عليهم بصحاف من ذهب، ومن المعروف أنه كلما تعدَّدت المناظرُ الحسنة، والمشاربُ الطيّبة، كان ذلك أبهج للنفوس، وأمتع للأرواح. اللهم اجعلنا من أهل الجنان..
مرحبًا عشاق البودكاست!
إذا كنت تحب ما تسمعه، فلماذا لا تعلن عن عملك معنا؟
انقر على الرابط أدناه، دعنا نوصل رسالتك إلى جمهورنا الرائع!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
ميزات الإعلان على البودكاست الخاص بنا:
Hey podcast fans!
If you love what you hear, why not advertise your business with us? Click the link below to get your message out to our awesome audience!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
Features of advertising on our podcast:
..
تنويه
بعض الكتب لا تظهر في منصات مثل (سبوتيفاي، أنغامي، وغيرها) لذلك يمكنك الإستماع إلى كامل الموسوعة عبر تطبيقات أخرى مثل