وصف الجنة
الشيخ حسن الحسيني
أشجار الجنة
من نعيم الجنة الخالد، كثرة الأشجار، ووفرة الثمار، وغرائب الأطيار.. فأشجار الجنة لا يعرف قدرها إلا الذي خلقها سبحانه، فقد أودع الله فيها من جمالِ الشكل وحسنِ المنظر، وبهاءِ اللون، ورونقِ المظهر، ما لا يخطر على بال، ولا رأته عين ولا سمعته آذان! وقد أخبرنا الله أنَّ في الجنَّة أشجار العنب: "إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا" النبأ:31-32، وأشجار النخل والرمان: "فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمانٌ" الرحمن:68، كما فيها أشجار السدر والطلْح: "وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ وَمَاء مَّسْكُوبٍ وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ" الواقعة:27-32، والسدر هو شجر النبق الشائك، ولكنه في الجنة مخضودٌ أي منزوعٌ شوكه، والطلحُ: هو الموز، وقيل شجرٌ من شجر الحجاز، فيه شوك، ولكنه في الجنة منضود، معدٌّ للتناول بلا كد ولا مشقة./ وأشجار الجنة ليست كأشجار الدنيا، تُعطي في فصل دون فصل، بل هي دائمة الإثمار والظلال: "أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النارُ" الرعد: 35، وأشجارُ الجنة شديدة الخضرة: "وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ * فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ مُدْهَامَّتَانِ" الرحمن:62-64، فأشجار الجنة مائلة إلى السواد، من شدة خضرتها، واشتباك أشجارها./ أما ثمار تلك الأشجار فإنها قريبة، دانيةٌ مذللة، ينالها أهل الجنة بيسر وسهولة: "وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا" الإنسان:14، أما ظلها فكما قال تعالى: "وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ" الواقعة:30، وقد حدَّثنا الرسول ﷺ عن بعض شجر الجنة حديثاً عجباً، ينبيك عن خَلقٍ بديع هائل، يَسبَح الخيال في تقديره، في صحيح مسلم أنّ رسول الله ﷺ قال: "إنَّ في الجنة لشجرةٌ، يسير الراكب في ظلها مائة سنة لا يقطعها". يا سبحان الله.. وفي الصحيحين، قال ﷺ: "ثم انطلق بي –جبريل- حتى انتهى إلى سدرة المنتهى-وهي شجرة في الجنة-، ونَبَقُها مثلُ قلالِ هجر، وورقُها مثلُ آذان الفيلة، تكاد الورقة تغطي هذه الأمة، فغشيها ألوانٌ لا أدري ما هي، ثم أدخلت الجنة، فإذا فيها جنابذ اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك" يا الله../ أما شجرة طوبى، فهي شجرة عظيمة تُصنع منها ثياب أهل الجنة، قال ﷺ: "طوبى شجرة في الجنة، مسيرة مائة عام، ثياب أهل الجنة تَخرج من أكمامها"./ ومما يزيد أشجار الجنة بهاء وجمالاً، أن سيقانها من الذهب قال رسول الله e:"ما في الجنة شجرة، إلا وساقها من ذهب" (صحيح الجامع)، الله أكبر.. ما ألذ ثمارها وما أبهى أشجارها، فطوبى لمن أحسن غراسها في الدنيا، بذكر الله! فقد قال رسول الله e :"لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال: يا محمد، أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أنَّ الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، - أي أرضٌ مُستويةٌ مُتساويةٌ - غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"، فيا أيّها المشتاق للجنّة.. اغرس.. اغرس أرضك في الجنّة بأسهل الأذكار، فهي كلمات خفيفة سهلة، وما أكثر الغافلين عنها، نسأل الله أن يجعلنا من الذاكرين الله كثيرًا..
مرحبًا عشاق البودكاست!
إذا كنت تحب ما تسمعه، فلماذا لا تعلن عن عملك معنا؟
انقر على الرابط أدناه، دعنا نوصل رسالتك إلى جمهورنا الرائع!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
ميزات الإعلان على البودكاست الخاص بنا:
Hey podcast fans!
If you love what you hear, why not advertise your business with us? Click the link below to get your message out to our awesome audience!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
Features of advertising on our podcast:
..
تنويه
بعض الكتب لا تظهر في منصات مثل (سبوتيفاي، أنغامي، وغيرها) لذلك يمكنك الإستماع إلى كامل الموسوعة عبر تطبيقات أخرى مثل