وصف الجنة
الشيخ حسن الحسيني
أنهار الجنة
وبين تلك القصور الذهبية، والأشجار الخضراء، والخيام البهية، تجري أنهارٌ عذبة متنوعة.. أعدها الله لعباده المؤمنين، ونوَّعَ أجناسها وشرابها.. "أنهارها من غير أخدود جرت*سبحان مُمسكِها عن الفيضان"/.. إذْ كثيراً ما نقرأ في القرآن: {تجري من تحتها الأنهار}، فما هي أنهار الجنة؟ وما أنواعها؟ جمع الله أنهار الجنة في آيةٍ من سورة محمد، قال تعالى: "مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى" [محمد:15] فأنهار الجنة الأربعة: 1) نهرٌ من ماء غير آسِنٍ لم يتغير، بل هو ثَجَّاج يَثُجُّ حلاوةً وخيراً وبراً، 2) ونهرٌ من عسلٍ مصفى لا تشوبه شائبة، 3) ونهرٌ من لبن لم يخالطه شيء، 4) ونهرٌ من خمر لذة للشاربين!/ علمًا بأن أنهار اللبن والخمر والعسل، أنهارٌ لا نظيرَ لها في الدنيا، تجري بتدفق واندفاع! إنّ هذا لأمرٌ عجب!/ وخصَّ الله تعالى هذه الأنهارَ بالذكر، لكونها أفضل الأشربة! فالماء: لريِّ الناسِ وطُهورهم، والعسل: لشفائهم ونفعهم، واللبن: لقوتهم وغذائهم، والخمر: للذتهم وسرورهم/.. وقد ذكر سبحانه هذه الأجناسَ الأربعة، ونفى عن كل واحد منها الآفة التي تَعرِض له في الدنيا! فآفة الماء: أنه يأسن من طول مكثه، وآفة اللبن: أنّه يتغيرُ طعمه إلى الحموضة، وآفة الخمر: كراهة مذاقه المنافي للذة، والمُذهبِ للعقل! وآفة العسل: عدم تصفيتة وكثرةُ الغش فيه، فنفى الله هذه العيوبَ كلها! فأين هي الدنيا من الآخرة؟ وكيف يحرص عاقلٌ على لذةٍ ناقصة فانية، ويترك اللذة الكاملة الباقية؟ فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور./ وتأمل أيّها المشتاق للجنّة.. في الخيرات التي أودعها الله في هذه الأنهار، لم تجر العادة بمثلها في الدنيا، أنهارٌ تجري من غير أخدود، تحت الأشجار والمنازل والغرف وتحت القصور، قال تعالى: "جنات تجري من تحتها الأنهار"، وقال سبحانه: "تجري من تحتهم الأنهار" يا الله!/ ثمّ هل تعلم مصدرَ هذه الأنهار؟ قال النبي ﷺ: "إذا سألتم الله فاسألوه الفروس، فإنّه أوسط الجنة وأعلى الجنة، وفوقَه عرش الرحمن، ومنه تفَجَّرُ أنهار الجنة" (البخاري). قال بعض أهل العلم: هذه الأنهار الأربعة أنهارٌ عامة، تطوف في الجنة جميعاً، وهناك أنهارٌ خاصة، لكل مؤمن له في الجنة أنهاره الخاصة، وأدنى أهل الجنة منزلة يملك عشرة أمثال الدنيا -كما في صحيح مسلم – نسأل الله من فضله./ ومن أنهار الجنة الكوثر، الذي أعطاه الله لرسوله ﷺ، وقد رآه رسول الله وحدَّثنا عنه، ففي صحيح البخاري، عن النبي ﷺ قال: "بينما أنا أسير في الجنة، إذ أنا بنهرٍ حافتاه قباب الدر المجوَّف، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك، فإذا طيبه-أو طينه– مسكٌ أذفَر".. وفي روايات أخرى: حافتاه اللؤلؤ المجوف، وترابه المسك، وحصباؤُه اللؤلؤ، ماؤُه أبيض من الثلج، وطعمُه أحلى من العسل، حولَه طيور رقابُها كرقاب الإبل! نسأل الله أن يرينا تلك الأنهار، ويرزقنا الشرب منها..آمين
مرحبًا عشاق البودكاست!
إذا كنت تحب ما تسمعه، فلماذا لا تعلن عن عملك معنا؟
انقر على الرابط أدناه، دعنا نوصل رسالتك إلى جمهورنا الرائع!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
ميزات الإعلان على البودكاست الخاص بنا:
Hey podcast fans!
If you love what you hear, why not advertise your business with us? Click the link below to get your message out to our awesome audience!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
Features of advertising on our podcast:
..
تنويه
بعض الكتب لا تظهر في منصات مثل (سبوتيفاي، أنغامي، وغيرها) لذلك يمكنك الإستماع إلى كامل الموسوعة عبر تطبيقات أخرى مثل