وصف الجنة
الشيخ حسن الحسيني
مساكن أهل الجنة
توجد على وجه هذه البسيطة أبنيةٌ فخمة، وقصورٌ مشيدة، لكن مهما تطاول بنيانها وزاد جمالها، لا تُشبه ما في الجنة من مساكن وبنايات، إلا في الاسم فقط! ففي الجنة من: سحر المساكن، وجمال القصور، وتعالي الغرف، وتلألؤ الخيام، ما تَقَرُّ به العين، وتسكن إليه النفس! أيّها المشتاق للجنّة.. بالنظر إلى النصوص الشرعية، فإنّ مساكن أهل الجنة وردت على أربعة أنواع: القصور، والبيوت، والغرف، والخيام. نبدأ بالحديث عن قصور الجنة، وهي من ذهبٍ وفضة، ففي الحديث: "جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما" وقد جمع ابنُ رجب وابنُ حجر بينه وبين حديث: "الجنة لبنةٌ من ذهب، ولبنةٌ من فضة" أنّ الحديث الأول صفة ما في كلِّ جنة من آنية ومبانٍ وغيرها، والحديث الثاني صفة حائط الجنة، واستدلوا بالحديث الذي رواه البيهقي: "أنَّ الله أحاط حائط الجنة: لبنةً من ذهب، ولبنةً من فضة" صححه الالباني. وهذه القصور لا يعلم حسنها وبهاءها، إلا الذي خلقها وبناها سبحانه وتعالى، قال رسول الله e: "دخلت الجنة، فإذا أنا بقصرٍ من ذهب فقلت: لمن هذا القصر؟ قالوا: لشابٍ من قريش، فظننت أني أنا هو، فقلت: ومن هو؟ قالوا: عمر بن الخطاب" (الترمذي). ونأتي إلى بيوت الجنة، فهي من لؤلؤٍ مجوف! وفي الحديث أن جبريل قال للنبي ﷺ: "هذه خديجة، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلامَ من ربّها ومني، وبشِّرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب" والقصب: هو لؤلؤٌ مجوفٌ واسعٌ،كالقصر المنيف! والثالث من مساكن أهل الجنة: الغرف، قال الله تعالى: "لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ" فأخبر بأنها مبنيةٌ حقيقة، كأنك تنظر إليها، وبعضها أرفع من بعض! وهذه الغرف جميعها {تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنهار} ليكون ذلك أدعى إلى زيادة سرور أهل الجنّة، قال رسول الله e:"إن أهل الجنة ليتراءون أهلَ الغرفِ من فوقهم، كما تتراءون الكوكب الدُّريَّ الغائر في الأفق، من المشرق أو المغرب، لتفاضلِ ما بينهم" (متفق عليه)، سبحان الله.. ولا تسل عن جمال هذه الغرف، وبهاء منظرها! قال النبي ﷺ: "إنَّ في الجنة غرفا يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، فقال أبو مالك الأشعري: لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائمًا والناس نيام" صححه الألباني. أمّا خيام الجنة: فكما أن غرفها كالكواكب الغائرة المتلألئة، فكذلك خيامها لآلئُ مجوفة.. قال رسول الله e: "إنَّ للمؤمن في الجنة لخيمةً من لؤلؤة واحدة مجوفة، طولها في السماء ستون ميلاً، للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن، فلا يرى بعضهم بعضاً" (متفق عليه)، إنها لؤلؤة واحدة طولها حوالي 100كم، وعرضها كذلك، وهذا بحساباتنا الدنيوية! والرّجل لا يرى أهله فيها ولا يرونه، من شدّة سعَةِ تلك الخيمة، وكثرةِ مرافقِها وأرجائها./ فمن عرف أوصاف تلك المساكنِ، فلا شك بأنه سيحرص على الفوز بها، لأن النفوس شديدة التعلق بالسَّكن، فكيف إذا كانت هذه المساكن من ذهبٍ وفضةٍ ولؤلؤ! اللهمّ إنّا أسألكالجنةوما قرّب إليها من قولٍ وعمل.
مرحبًا عشاق البودكاست!
إذا كنت تحب ما تسمعه، فلماذا لا تعلن عن عملك معنا؟
انقر على الرابط أدناه، دعنا نوصل رسالتك إلى جمهورنا الرائع!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
ميزات الإعلان على البودكاست الخاص بنا:
Hey podcast fans!
If you love what you hear, why not advertise your business with us? Click the link below to get your message out to our awesome audience!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
Features of advertising on our podcast:
..
تنويه
بعض الكتب لا تظهر في منصات مثل (سبوتيفاي، أنغامي، وغيرها) لذلك يمكنك الإستماع إلى كامل الموسوعة عبر تطبيقات أخرى مثل