ابتهال الخطيب، أكاديمية وناشطة كويتية في حقوق الإنسان، تُصنف عادةً كضيفة مثيرة للجدل، الأمر الذي لم تنويه أبدًا ولا تفهمه غالبًا. تحدثنا في الحلقة عن العلمانية والنسوية ومنصة الدفاع عن حقوق البدون وغيرها الكثير من قضايا ابتهال. نشأت ابتهال في أسرة شيعية المذهب، ودرست في مدارس سنية في أوج صعود الموجة الطائفية في الخليج على إثر ثورة الخميني في إيران بالثمانينات، حين كانت مجرد مراهقة لا تفهم لماذا يعيرها زملائها بمذهبها، ولماذا يتنابزون من حولها عند أي مناسبة دينية شيعية. لكن ما ساعدها على تجاوز ذلك الأمر هو نشأتها في بيت ليبرالي يؤمن بالإختلاف ويحترم الآخر، فوالدها وزارع بذور الليبرالية لم يستخدم سلطته ليخضعهم بل بالعكس كان ولازال متفهمًا ويفهم إختلاف الأجيال ويحترمه. ولم يكن حازمًا مع ابتهال وإخوتها إلا فيما يتعلق بالقراءة، فعندما يعود من مصر محملًا بصندوق كتب لطالما تخليته ابتهال صندوق أسرار مخبئة أو باب لعالم آخر ستقودها إليه الكٌتب. وهو ما ساهم فيما بعد في تشكيل جزد كبير من ابتهال اليوم. ابتهال هي أحد مؤسسي منصة الدفاع عن البدون في الكويت، التي تهدف لنشر الوعي المجتمعي تجاه حقوق البدون المستحقة، الكويت كباقي دول الخليج قد وقعت على اتفاقيات تلزمها بضمان حق التعليم لأي طفل يولد على أرضها ولذلك فالدولة تتكفل بتعليم أطفال البدون، لكن النهج الذي اتخذته كان غريبًا جدًا فبدلًا من توزيعهم على المدارس تم فصلهم ثم عزلهم اجتماعيًا ثم دفع الملايين للصندوق المسؤول عن تعليمهم. يمثل ما تسميه ابتهال أسوأ ما في قضية البدون ألا وهو التعامل الحكومي معها. البدون إلى اليوم يرفضون بدواعي عنصرية وطبقية، ويتهمون بأن آبائهم لم يكونوا كويتيين وعندما مروا بالكويت تخلصوا من إثباتاتهم عينة كي يحصلو على الجنسية الكويتية. تتسائل هنا ابتهال حتي في حالة كانت الأسطورة صحيحة ما ذنب الأجيال التي تبعت ذاك الجيل؟ هل ستحل أزمتهم كبدون يومًا ما؟ تتعرض ابتهال لهجوم مستمر تجاه آرائها، ما يجعلها توقف لتفكر أحيانًا عن جدوى ما تفعل والثمن الذي تدفعه مقابله. لكن في كل مرة تتذكر دوافها الصادقة وحرصها على محيطها وتعود أقوى مما سبق.

Become a supporter of this podcast: https://www.spreaker.com/podcast/bwdkast-fnjan--6571540/support.

عندي ألف قضية، وكلها يحلّها القانون