وصف الجنة
الشيخ حسن الحسيني
مجالس أهل الجنة
تكلمنا عن تزاور أهل الجنة في الجنة، فإذا التقوا كانت بينهم المجالس، ودار الحديث بينهم، كأمتع ما يكون! كانوا في الدنيا يجتمعون على البر والتقوى، وهاهم الآن يجتمعون ليحمدوا الله على نِعَمه العظمى! وربما تحدثوا عمّا كان بينهم في الدنيا، والقرآنُ يصف لنا حسن المجالس في الجنة! قال الله تعالى: "وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ*أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ* فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ* ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ* وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ* عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ"، فأهل الجنة مجالسُهم، على سررٍ منسوجةٍ بالجواهر النفيسة، مضطجعين عليها فى راحةٍ واستقرار، متقابِلةٌ وجوههم، زيادةً فى المحبة والأنس، والخدِم معهم الأباريق، لتعبئة الاكواب والكاسات من معين، "وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ * وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ"..إنها صورة من الجنة!/ وفرش أهل الجنة متنوعة، إنّها ناعمة وجميلة، مرتفعة ولينة ومبثوثة، فهي من سُررٍ ونمارق، وزرابيٍّ وأرائك! والسرر جاءت على أربع صفات: أ)مرفوعة، فهذه السرر مرتفعة، لزيادة تصوير حسنها، فيتخذها أهل الجنة للجلوس والاضطجاع. ب)وموضونة: أي مضفورة بالذهب، ج)ومتقابِلين: فليس بعضها خلف بعض، د)ونمارق مصفوفة: أي الوسائد مرتبة، مصفوفةٌ للزّينة، الواحدة جنب الأخرى، وجاهزةٌ للخدمة والاستعمال، إذا احتاجها الانسان للاستناد والاتكاء والترفُّه. والعادة.. أن بطائنَ الفُرُش، الذي لا يراه الناس، لا يهتمون بجودته، ولكن في الجنة: "بطائنها من استبرق"!، فبطون الفرش خالصُ الحرير، فما بالك بظاهر الفرُش؟/ ومما جاء في وصف البساط في الجنة: {وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ}: فالبُسُط والزُّوليات كثيرةٌ منتشرة في كل مكان، وجاهزةٌ للجلوس والاستخدام، لا يحتاج الانتفاع بها إلى انتظارٍ، كما أنها تُعطي لمسة الجمال للمجلس في الجنة!/ وأهل الجنة في هذه المجالس، حالهم: "مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ" فهم متكؤون على وسائدَ ذواتِ أغطيةٍ خضر، وفُرُش حسان، نُسِجت نسجاً حَسَناً فاخرا جميلاً! نسأل الله من فضه وكرمه../ ومن كمالِ مجالس أهلِ الجنة: وجود الخدم والولدان للخدمة، قال تعالى: "ويطوف عليهم ولدان مخلَّدون" فذكر من صفاتهم بأنهم "مخلدون" فهم مخلوقون للخدمة لا يموتون! "إذا رأيتهم حَسِبتهم لؤلؤاً منثوراً": إشارة إلى أنهم غير معطلين، بل منتشرون في خدمة أهل الجنة، وتلبية حوائجهم بسرعةٍ ونشاطٍ! كما يدلّ على سعة المكان، وتفرقهم في حوائج سَادتهم، وذهابهم ومجيئهم،/ وقال تعالى: "ويطوف عليهم غلمانٌ لهم كأنَّهم لؤلؤ مكنون"، والمكنون هو المستور المصون، الذي لم تَبتَذله الأيادي، فهم غاية البهاء وحُسن الخِلقة./ ولعل قائلاً يقول: أو ليس كل ما في الجنة يكون قريباً؟ فالقطوف دانية والأكواب موضوعة والنمارق مصفوفة، فما فائدة الخدم؟ فنقول إنَّ من إكرام الله لأهل الجنة، أن خلق لهم خدماً، فأغلب ملوك الدنيا قد لا يحتاجون لهذه الأعداد الكبيرة من الخدم، ولكنه مظهرٌ من مظاهر االتكريم والترف، وهكذا حال خدم أهل الجنة! اللهم متّعنا بنعيم الجنّة..
مرحبًا عشاق البودكاست!
إذا كنت تحب ما تسمعه، فلماذا لا تعلن عن عملك معنا؟
انقر على الرابط أدناه، دعنا نوصل رسالتك إلى جمهورنا الرائع!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
ميزات الإعلان على البودكاست الخاص بنا:
Hey podcast fans!
If you love what you hear, why not advertise your business with us? Click the link below to get your message out to our awesome audience!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
Features of advertising on our podcast:
..
تنويه
بعض الكتب لا تظهر في منصات مثل (سبوتيفاي، أنغامي، وغيرها) لذلك يمكنك الإستماع إلى كامل الموسوعة عبر تطبيقات أخرى مثل