وصف الجنة
الشيخ حسن الحسيني
تزاور أهل الجنة
المتقون والصالحون.. يتعارفون في الجنة، ويجلس بعضهم مع بعض، ويُقبل بعضهم على بعض، يتزاورون ويتواصلون، فهذا من النعيم العظيم، قال الله تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (45) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ (46) وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47) لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ) أي: وقَلَعنا ما فى صدور هؤلاء المتقين، من ضغائن وعداوات، كانت موجودة بينهم فى الدنيا، وجعلناهم يدخلون الجنة، حالهم: إخوانًا متحابين متصافين، ويجلسون متقابلين، على أسرّةٍ مهيأة لراحتهم ورفاهيتهم، وإدخالِ السرور على نفوسهم. وهذه الآية الكريمة تُشعرك بأنّ أهل الجنة فى الجنة، ينشئهم الله تعالى نشأة أخرى جديدة، تكونُ قلوبهم فيها خاليةً من كل ما كان يخالطهم فى الدنيا، من ضغائن وأحقادٍ، وعداواتٍ وأطماع، وغير ذلك من الصفات الذميمة، وبسبب هذه النشأة الجديدة، يَصلون إلى منتهى الرقي البشري! أيّها المشتاق للجنّة.. في هذه الدنيا، كم فقدتَ من حبيب؟ وكم دفنتَ من قريب؟ وكم فارقتَ من أخٍ صديق؟.. أبشرّك؟ بأنّك ستلقاهم بإذن الله في جنة الرحمن! الموعد هناك إن شاء الله، على سرر متقابلين! إذا اشتقتَ يا عبد الله إلى أخيك في الجنة، يسير سريرك إلى سريره، وسريره إلى سريرك، حتى تجتمعا جميعاً، فتتكئ أنتَ، ويتكئ هو، فتقولُ لصاحبك: أتعلم متى غفر الله لنا؟ فيقول صاحبك: نعم، يوم كنّا في موضع كذا وكذا، فدَعونا الله فغفر لنا. وفي الجنة يجتمع المسلم بأهله، يعرفُ أقاربَه وأصهارَه، أخوالَه وأعمامَه، إلا أنّ المسلم مع أهله قد تختلف درجاتهم.. لكن الله عز وجل بفضله وكرمه، يُلحِق الصالحين بأقاربهم وأهلهم، كما قال الله: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ} بشرط الإيمان، {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ} أي رفعناهم معهم، وجمعناهم معهم: {وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} [الطور:21] فهذا من تمام النعمة على أهل الجنة، أنَّ الله تعالى يجمعُ للرجل أهلَه، وكلَّ من يريد في الجنة، ويُقاربُهم على اختلافٍ في الدرجات، فيتزاورون ويجلسُ بعضهم إلى بعض، ويأنسُ بعضهم ببعض؛ لأن الإنسان لا يهنأ بنعيمٍ، إذا كان أهله في مكان وهو في مكان، إلا إذا كانوا كفاراً من الذين استوجبوا دخول النار، فهذا أمرٌ آخر، أما لو كانوا في الجنة، فإن الله يجمع للمرء قرابتَه، وأهلَه وأصحابَه، فيتزاورون ويتجالسون، بل ويذكرون أيامهم في الدنيا؛ وهذا من تمام النعيم، فيا أحبائي.. ما أجمل زيارة الصالحين في الجنة، تخيّل.. عندما تشتاق لزيارة الأنبياء، هناك في الجنة يمكنك ذلك! تقول لصاحبك: قم بنا نزور نوحًا وعيسى، ونزور إبراهيم وموسى، ونزور محمداً ﷺ، ونزور أبا بكر وعمر، وعثمان وعلياً، وأمثالَهم من الصحابةِ والتابعين، والأئمةِ والصالحين/.. فلنجعل لأنفسنا منزلاً هناك، لأننا إن لم نفعل ذلك في الدنيا، فإننا نخاف أن يحال بيننا وبين تلك المنازل، نسأل الله تعالى من فضله وكرمه.
مرحبًا عشاق البودكاست!
إذا كنت تحب ما تسمعه، فلماذا لا تعلن عن عملك معنا؟
انقر على الرابط أدناه، دعنا نوصل رسالتك إلى جمهورنا الرائع!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
ميزات الإعلان على البودكاست الخاص بنا:
Hey podcast fans!
If you love what you hear, why not advertise your business with us? Click the link below to get your message out to our awesome audience!
https://admanager.fm/client/podcasts/eoa
Features of advertising on our podcast:
..
تنويه
بعض الكتب لا تظهر في منصات مثل (سبوتيفاي، أنغامي، وغيرها) لذلك يمكنك الإستماع إلى كامل الموسوعة عبر تطبيقات أخرى مثل