يقول عبد الرحمن الجبرتي عن التاريخ: “اعلم أن التاريخ علم يُبحث فيه عن معرفة أحوال الطوايف وبلدانهم ورسومهم وعاداتهم وصنايعهم وأنسابهم ووفاتهم، وموضوعه: أحوال الأشخاص الماضية من الأنبيا والأوليا والعلما والحكما والشعرا والملوك والسلاطين وغيرهم، والغرض منه: الوقوف على الأحوال الماضية من حيث هي، وكيف كانت؟ وفايدتُه: العبرة بتلك الأحوال، والتنصُّح بها، وحصول ملكة التجارب بالوقوف على تقلبات الزمن؛ ليحترز العاقل عن مثل أحوال الهالكين من الأمم المذكورة السالفين، ويستجلب خيار أفعالهم، ويتجنب سوء أقوالهم، ويزهد في الفاني، ويجتهد في طلب الباقي.”