منذ فترة طويلة لم أشاهد مسلسلات عربية لأنني أنني كنت أنزعج من الأفكار التي يتم بثها في هذه المسلسلات. ولكنني قبل أيام شعرت بالحنين لمشاهدة أشخاص يؤْثِرون الآخرين على أنفسهم، ويُظهرون مشاعرهم بشكل واضح، ولا يخافون من الخلافات. فقررت مشاهدة مسلسل "كامل العدد"، وكان قراراً ممتازاً.
المسلسل من بطولة الفنانة التي تدخل قلب المشاهد بسلاسة "دينا الشربيني"، ومعها مجموعة من الفنانين القدامى والجدد الموهوبين، أو ربما أنهم جدد بالنسبة لي على الأقل. وضيفة المسلسل "إسعاد يونس" بخفة دمها المعتادة.
لماذا أعجبني المسلسل؟
لأنني تفاجأت بأنه يهتم جداً بتغيير الأفكار الخاطئة الموجودة في مجتمعاتنا، والتي يا للأسف عززتها سابقاً المسلسلات والأفلام.
من هذه الأفكار كيفية التعامل مع الأطفال والمراهقين. هنا أب وأم يتعاملان بشكل حضاري مع أطفالهما، لا مشاهد ضرب ولا سباب ولا أي نوع من التعنيف النفسي، بعكس مسلسلات الماضي. تفهُّم كبير لمشاعر الأطفال والمراهقين واحتواؤهم.
أيضا فكرة المرأة المطلقة مرتين والتي رغم أن لديها عدداً كبيراً من الأطفال، إلا أنها امرأة "كول" مرحة، ناجحة عملياً مهتمة بنفسها، وتعطي الكثير من الحنان لأطفالها، وهذا يغير الفكرة التي تقول أن المطلقة إما امرأة سيئة أو كئيبة.
طبعا العامل المادي يلعب دوراً كبيراً في أن الشخصيات مرتاحة نفسياً ومعاناتها قليلة، ولكن الفيلم أيضا واقعي في إظهار مشاكل هذه الطبقة وكيف يتحدثون وكيف يفكرون.
المسلسل أعجبني لأنه أيضا أعطاني ما أردته، رؤية أشخاص عاطفيين يظهرون مشاعرهم الغاضبة دون خوف من الخلاف، ثم يتصالحون وكأن شيئاً لم يكن. يؤثرون الآخرين على أنفسهم، وكرماء، منفتحين فكرياً، مع أمثلة ممتازة للتعامل الراقي بين الأزواج. صفات جميلة موجودة في مجتمعاتنا، وأرى أنه من المهم إظهارها، وتعزيزها.
المسلسل أيضا دمه خفيف، ضحكت كثيراً، وشعرت بالدفء، والكثير من الأمان.