إنهاء الحرب في أوكرانيا وإنهاء الحرب في غزة كانا على أجندة قمتين دوليتين عقدتا في إيطاليا وسويسرا نهاية الأسبوع الماضي، ولم يسجل أي تقدم يمكن البناء عليه، بل على العكس يمكن القول إن الحصيلة تنبئ باستمرار الحرب.
وهذا كان واضحا على الأقل بالنسبة إلى أوكرانيا، إذ أن زعماء الدول الصناعية السبع اتفقوا في قمة إيطاليا على إمكان استخدام الأرصدة المالية الروسية المجمدة لدعم أوكرانيا في دفاعها عن نفسها ضد الغزو الروسي المستمر، وهو إجراء أجل التحالف الغربي اتخاذه سابقا في إطار العقوبات التي فرضها على موسكو.
ومن جهة أخرى، وقع الرئيسان الأميركي والأوكراني على هامش هذه القمة اتفاقا أمنيا ثنائيا طويل الأمد اعتبره فولوديمير زيلينسكي خطوة تمهد لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، وهو ما كان شكل الذريعة لإقدام روسيا على الغزو.
وكانت الولايات المتحدة أجازت قبل القمة لأوكرانيا استخدام الأسلحة بعيدة المدى التي وفرتها لها لضرب أهداف في الأراضي الروسية إذا ما اضطرت لذلك، وأمس، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ إن الأمر قد يكون متناقضا، لكن الطريق إلى السلام هو إرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا.
أما قمة منتجع بورغنستوك في سويسرا التي شاركت فيها اثنتان وتسعون دولة وغابت عنها روسيا والصين، فدعت إلى حوار بين كييف وموسكو حول إنهاء الحرب، وأكدت دعمها القوي لاستقلال أوكرانيا ووحدة أراضيها ضمن حدودها المعترف بها دوليا، علما أن التصريحات الأخيرة للرئيس الروسي خلال الأسبوع الماضي اشترطت للتفاوض أن تستسلم أوكرانيا وتتنازل حتى عن أراض ليست محتلة اليوم، وفقا لتعبير رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فوندر لاين.
ومن بين القضايا التي ركزت عليها قمة سويسرا الأمن الغذائي الذي طالب العديد من الدول بعدم تحويله إلى سلاح، وكذلك أمن الطاقة وحرية الملاحة في البحر الأسود لتأمين الإمدادات.
أما بالنسبة إلى حرب غزة، حيث تجددت مخاطر استخدام سياسة التجويع كسلاح، فإن اهتمام قمة الدول السبع تركز حصريا على مطالبة حركة حماس بالموافقة على الاتفاق الأميركي المقترح للهدنة وتبادل الأسرى، لكنها لم تأت على ذكر الكلمتين السحريتين وهما إنهاء الحرب، فهذا الهدف يتطلب تنازلات لا يريد أي من الأطراف تقديمها.