تلامس الحرب في أوكرانيا شهرها الثامن عشر وتحتدم حرب الاستنزاف بين الطرفين من دون احتمال العودة الى التفاوض او التهدئة في المدى المنظور وربما في المدى المتوسط.
تلاحقت في الفترة الاخيرة تطورات مثيرة ولافتة: الهجوم الاوكراني المضاد والهجمات الروسية المقابلة ، تكثيف حرب المسيرات ، تعطيل اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر ومناورات روسية واسعة في البلطيق .
بدأ الهجوم الاوكراني المضاد اوائل يونيو الماضي ، ولم يحقق اهدافه وكانت نتائجه متواضعة بسبب افتقار القوات المهاجمة للتغطية الجوية ، واصطدام هذه القوات بتحصينات روسية متينة وخطط دفاعية محكمة .
وعلى الرغم من إعلان الرئيس الأوكراني توسيع الهجوم المضاد إلا أن التقدم على الأرض بقي محدودا واذا كان هذا الترنح متوقعاً من قبل الخبراء العسكريين الا ان تداعيات الفشل المحتمل قبل حلول موسم الشتاء يمكن ان تطال استمرارية الدعم الغربي لكييف .
وبعيداً عن اوروبا، يمكن لهذا الفشل الاوكراني ان ينعكس على الحملة الانتخابية الاميركية حيث ان الملف الاوكراني يشكل محوراً للتجاذب بين الرئيس الحالي جو بايدن ومنافسه الرئيس السابق دونالد ترامب .
ولذلك من اجل منع انتصار موسكو والحؤول دون خسارة كييف ، يواصل حلفاء أوكرانيا حتى اشعار آخر دعمهم المالي والعسكري.
ودوماً في سياق حرب الاستنزاف ، شهدت الايام الاخيرة تكثيفا للهجمات الاوكرانية بالمسيرات والصواريخ ضد جسر القرم وموسكو في محاولة لصرف الانظار عن ترنح الهجوم المضاد.
تبرر كييف الهجمات ضد جسر كيرتش الذي يربط روسيا بشبه جزيرة القرم ، بانها هجمات ضد اهداف مزدوجة الاستخدام المدني والعسكري. .
وفي مسلسل حرب المسيرات قامت روسيا بهجوم واسع ضد مصنع مشترك مع تركيا للمسيرات الاوكرانية ، بينما قامت اوكرانيا بقصف مصنع حربي روسي قرب موسكو. وتتعدد البواعث لتكرار استهداف العاصمة الروسية لما يشكله ذلك من محاولة لرفع المعنويات الاوكرانية ومسعى غير مضمون النتائج لبلورة توازن ردع ورعب مع موسكو .
في هذه الاثناء ، أ علن الجيش الروسي منذ يومين أنه "عزّز" من جديد مواقعه في شمال شرق أوكرانيا حيث دفع هجومه السلطات الاوكرانية إلى إجلاء مدنيين من جواز خاركيف المدينة الثانية في البلاد
يتبين ان التشدد هو سيد الموقف لجهة عزل الرئيس الاوكراني لمسؤولي التجنيد العسكري في المناطق ، او لجهة تكرار اقالة جنرالات من الجيش الروسي . وهكذا يتواصل اختبار القوة المفتوح باشكال متعددة .