أول أيام عيد الأضحى أمس في غزة اتشحت بالحزن، واختار الغزيون المساجد المدمرة لإقامة صلوات العيد في جوارها أو بعضا من الساحات التي يمكن الاحتشاد فيها.
ولم تغب مأسي غزة عن أجواء العيد في مختلف البلدان العربية والإسلامية، حيث دعا خطباء المساجد إلى نهاية قريبة للحرب وإلى الاستمرار في دعم أهل غزة.
ولم تشهد الأيام السابقة للعيد أي تحسن في عملية إدخال المساعدات، فيما أعلن الجيش الأميركي أنه سيفك الرصيف العائم الذي أقامه لتسهيل وصول المساعدات.
ووسط مواجهات قتالية ضارية، فقد الجيش الإسرائيلي خلالها أحد عشر جنديا يوم السبت الماضي، تواصل القصف على مناطق عديدة من القطاع.
وأعلن الجيش أمس فجأة عن وقف تكتيكي مؤقت للنشاط العسكري الإسرائيلي بين الثامنة صباحا والسابعة مساء، وذلك لأغراض إنسانية، إذ حدد الجيش المنطقة التي يشملها هذا التوقف من معبر كرم أبو سالم إلى شارع صلاح الدين الذي يصل جنوب القطاع بشماله.
لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض هذه الهدنة لأنه لم يجر التنسيق معه في شأنها، إلا أنه أشار إلى هدنات قصيرة على محاور معينة لإدخال المساعدات.
ولم تعرف دوافع بيان الجيش، لكن خبراء شرحوا أنه ربما يحتاج إلى وقت مستقطع لمراجعة خططه على محاور رفح، فيما أشارت مصادر حركة حماس إلى أن الجانب الإسرائيلي يريد رصد تحركات مقاتلي القسام خلال الهدنة المقترحة التي ما لبثت أن ألغيت ببيان أخر أكد فيه الجيش أن القتال مستمر.
وفي خطاب لمناسبة العيد، قال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية إن رد الحركة على مقترح وقف إطلاق النار كان متوافقا مع الأسس التي وردت في خطاب الرئيس الأميركي وقرار مجلس الأمن.
لكن الجانبين الأميركي والإسرائيلي يرفضان التعديلات والمطالب التي تقدمت بها حماس، بل إن محللين أميركيين يعتبرون أن الإدارة الأميركية لم تعد تستبعد احتمال فشل مقترح جو بايدن، وتبحث عن أفضل الصيغ لإعلان ذلك، لكنها تعطي فرصة أخيرة للجهود المصرية والقطرية لإقناع حماس أو الضغط عليها لقبول الاتفاق المقترح.