أم مغربية تقيم في دولة أوروبية. تعبر هذه الأم عن استيائها من دروس التربية الجنسية التي تُقدَّم لأبنائها في المدرسة.
مشكلة الكثيرين أنهم يتصورون أن التربية الجنسية تعني أن نعلم للأطفال والمراهقين كيف يمارسون الجنس.
لنتخيل الصورة: يجلس المُدَرس أو المدَرِّسة في الفصل الدراسي ويشرحان للأطفال كيف يمكنهم ممارسة الجنس!
أي عقل سوي يتخيل هذا؟
أليست التربية الجنسية هي ما سيعلمهم ويعلمهن تفاصيل الجسد، والبلوغ، وتفاصيل الحميمية الخاصة بكل فرد؟ أليست هي ما سيعلمهم ويعلمهن كيف يحمون أجسادهم وأجسادهن من انتهاكات الغير؟ أليست هي ما سيعلمهم ويعلمهن الوقاية ويوفر لهم ولهن أجوبة لأسئلة يطرحونها على بعضهم أو على أنفسهم ولا يجدون لها جوابا؟
بل أن الجيل الحالي معرض لخطر جديد لم تتعرض له الأجيال السابقة، وهو سهولة الولوج لأفلام البورنو التي تقدم صورة مشوهة عن الحميمية وعن الجنس. في غياب تربية جنسية حقيقية، تشكل هذه الممارسات تمثلاتهم عن العلاقة الجنسية. وهذا كلام الدراسات التي أجريت في عدد من الدول الأوروبية والأمريكية، عن تأثير أفلام البورنو على مخيلة المراهقين والشباب، حتى مع وجود تربية جنسية. فما بالك مع غيابها، كما هو الحال في بلداننا؟ فهل نحمي المراهقين والمراهقات بتوعيتهم بشكل سليم، أم نهرب من الحقيقة وندعي الطهرانية فنعرضهم بذلك لخطر أكبر؟
بل أن هناك من يقرر مغادرة البلد الذي يعيش فيه لهذا السبب؛ كمثل السيدة التي حرمت ابنها من العيش في بلد متقدم كألمانيا، يوفر تعليما جيدا وإمكانيات عيش أفضل، وتركت ابنها لدى أسرتها في المغرب كي تبعده عن "الفساد" حسب شهادتها؛ وكأن الفساد، بكل مفاهيمه، لا يوجد في بلداننا! وكمثل الأسرة التي غادرت كندا وعادت لبلدها لكي لا تنفتح عيون أبنائها على المثلية، وكأن الشخص المثلي الذي يعيش في المغرب أو تونس أو السعودية سيغير توجهه الجنسي لمجرد المنع القانوني والمجتمعي.
باختصار، للأسف، لا يكفي البعضَ أن يتعلم في المدارس أو الجامعات... لأن أفقه يبقى محدودا، ولأن هذا البعض يبقى مصرا على رفض التحولات التي يطرحها المجتمع اليوم والاختيارات المختلفة والتوجهات المختلفة.
يبقون مصرين على أن الإغلاق والانغلاق هما الحل!