"كل الرسل والأنبياء جاؤوا ليؤكدوا للبشرية أن الله خلق الإنسان، وأحبّه، وكرّمه، وفضّله على كل الخلائق، وأن المحبة الإنسانية هي جوهر كل الأديان دون أي تمييز بين البشر". كانت هذه التغريدة آخر تغريدة يكتبها صديقي البهائي عبدالله العلفي قبل اعتقاله في صنعاء من قبل الحوثيين بسبب اجتماع عقده مع بهائيين ليصلوا، ويقرؤوا كتبهم وأدعيتهم.
عبدالله العلفي، عرفته منذ سنوات طويلة، شابّا لطيفا مسالما جدًّا تغريداته دائما عن السلام، وأهمية أن يتعايش اليمنيون بينهم البين. يقف ضد الظلم، ويناصر المظلوم. في 2020 كنت أنا وهو نتابع خروج البهائيين الستة من المعتقل، والذي كان منهم من يواجه الإعدام، كنا نسهر للصباح، ونحن نتحدث عن الحلول، وكيف سنساهم في خروجهم، بكينا معًا، وضحكنا معًا عند إطلاق سراحهم.
عندما علمت بخبر اعتقال عبدالله قبل ما يقارب العام صدمت، وكنت أريد أن أكتب عنه خاصة أنه شخصية معروفة ومحبوبة، ولكن هناك من طلب مني عدم الكتابة عن سجين واحد. ورغم أنني أعلم، بحكم خبرتي من حملات سابقة، أن الكتابة عن شخص يعرفه الجميع هو ما سيجعلهم يتفاعلون مع القضية، وسيطلق سراحه ومن معه، ولكنني احترمت هذا الرأي، ولم أكتب.
عزيزي عبدالله سامحني لأنني لم أكتب عنك كثيرًا، ولكنني لم أرد أن أتسبب لك بضرر، ولكن اليوم قيل لي بأنني أستطيع أن أكتب عنك، فكتبت، ومهما كتبت، فلن أستطيع أن أعطيك حقك أيها الإنسان النبيل الطيب المحب الذي استطاع بكلماته التي تدعو اليمنيين للمحبة والسلام بأن يكسب قلوبنا جميعًا. عبدالله لم يقم بأي جريمة هو فقط مارس طقوسه الدينية، واجتمع مع من يؤمنون بما يؤمن به، وكانت النتيجة أنه خسر حريته، وترك زوجته، وابنه اللذين يحتاجان إليه. علينا جميعًا أن نطالب من يقولون بأنهم مؤمنون، ويخافون الله، وبأنهم ينصرون المظلومين بأن يطلقوا سراحه لأن ما يحدث ظلم كبير، و"الظلم ظلمات يوم القيامة".