الصحف العربية الصادرة في صباح 14 أيار-مايو 2024، كتبت عن الموقف المصري بعد بدء عملية إسرائيلية في رفح، والخلافات بين نتنياهو وجنرالاته، بالإضافة إلى ملف الانتخابات الرئاسية الأميركية.
يقولُ حسن أبو طالب، إنَ المصريينَ يتساءلونَ حولَ جدوى معاهدةِ السلامِ المصرية - الإسرائيلية، وهل يُشكِلُ احتلالُ إسرائيل لمعبرِ رفح وأجزاءَ من محورِ فيلادلفي، خرقاً لهذهِ المعاهدة، يستدعي تحركاً مصرياً مناسباً؟ وينقلُ عن مصادر رسمية غير محددة، أن مصر مستعدةٌ لكلِ السيناريوهات، وأن المتلقي يفهَمُها على أنها سيناريوهات عسكرية وأمنية، إلى جانبِ تحركاتٍ دبلوماسية لم تتوقف أصلاً، هدفها الرئيسُ حمايةُ الحدودِ من أيِ اختراق.
ويتابعُ أن مفهومَ اختراقِ الحدود، رغمَ وضوحِهِ من الناحيةِ العملية، من فإنهُ يَفرِضُ على الطرفِ المُعتدى عليه اتخاذَ تدابيرِ الدفاعِ وردِ العدوان، حينذاك تُلغى المعاهدةُ تلقائياً، وهو ما لم يَحدُث. لكن الكثيرينَ يتحسبونَ لمشهدٍ من هذا النوع.
ويضيفُ الكاتب إن تحديدَ حجمِ انتهاكِ المعاهدة، يظَلُّ غيرُ واضحٍ من الناحيةِ القانونية، فأرضُ القطاعِ بأكملِهِ هي أرضٌ محتلة، وتحركُ آلياتِ الاحتلال في أجزاءَ منها، وهو الحاصلُ عملياً، وإن كان مكروهاً ومرفوضاً لما يترتَبُ عليه من مخاطر مختلفة، فإن امتدادَهُ إلى جنوبِ القطاع يُعد بمثابةِ تحصيلِ الحاصل، ولا يمثل بالتالي انتهاكاً مباشراً لبنودِ المعاهدة، وإن حمل بعضِ المخاطر التي قد تتطورُ إلى تصرفاتٍ عدائية مباشرة.
في رأي القدس، تقولُ الصحيفةُ إن الصحافةَ الإسرائيلية، لا تكُفُّ عن نشرِ تسريباتٍ متقاطعة حولَ خلافاتٍ متزايدة بين مجموعةٍ من جنرالاتِ الجيشِ الإسرائيلي في صفٍ أول، وبين بنيامين نتنياهو، الذي يَقِفُ شبهَ وحيدٍ في الصفِ الثاني المقابل. وحينَ تشاركُ بعضُ الصحفِ الأمريكيةِ البارزة في إفساحِ أعمدتِها لتلكَ التسريبات، وتتسلل أيضاً إلى تقديراتِ عددٍ من المعلقين المناصرينَ للاحتلال، فإن الأمرَ يَتخِذُ صفةَ وجهةٍ جديرةٍ بالمتابعة.
وتتابعُ الصحيفة، أن ضروراتِ القتالِ الميدانية اليومية تَفرِضُ على الجنرالاتِ حاجةً ملحة لمعرفةِ خِياراتِ نتنياهو الملموسة، ضمنَ ما يسمى «اليومَ التالي» في القطاع، الأمر الذي يواصِلُ الأخيرُ التملصَ من مواجهتِهِ، كما يُخضِعُهُ لأولويةِ استمرارِ الحرب على حالِها، تهرباً من مواجهةِ استحقاقاتٍ قضائية وانتخابية يمكنُ أن تنتهيَ بِهِ إلى السجن، أو الخروجِ نهائياً من الحياةِ السياسية.
وتضيفُ الصحيفة أن الراسخَ في عقيدةِ الجيشِ الإسرائيلي يرتكِزُ أصلاً على عسكرةِ الدولةِ وتعزيزِ الاستيطان، وصيانةِ السياساتِ العنصريةِ ومواجهةِ المجتمعِ الفلسطيني بالحديدِ والنار. وأنهُ جيشٌ يَتوافَقُ تماماً مع الأجهزةِ الأمنيةِ والسياسيةِ والدينيةِ والقضائيةِ الإسرائيلية، في حراسةِ الحكومةِ الأكثر يمينيةً وعنصريةً، ولا يُبدِلُ من هذه الحقيقةِ الكبرى خلافٌ هنا وهناك، لا يُفسِدُ الودَّ بين نتنياهو وجنرالاتِه.
كتبَ يوسف مكي في مقالِهِ، أن المواطنَ الأميركي، لا يهتمُ بما يجري خارجَ بلادِه من أحداثٍ سياسية، إلا بقدرِ تأثيرِها الاقتصادي المباشر، على معاشِهِ وأحوالِه، واتجاهاتِ أموالِ الضرائبِ التي يدفعُها.
ويتابعُ أن المؤشرات، تشيرُ إلى أنَ نصيبَ بايدن، بدورةٍ رئاسيةٍ ثانية، لا يزالُ، أكبر بكثير من نظيرِهِ ترامب. فالتضخمُ الاقتصادي، بالولاياتِ المتحدة لم يَبلُغ المدى الذي يُشكِلُ فيهِ صعوبةً كبيرة، على حياةِ الأمريكيين.
وأنَ سياسةَ العُزلة التي تبنّاها الرئيسُ السابق، ترامب، تحتَ شعارِ أمريكا أولاً، أضرَّت بالمصالحِ الأمريكية، وبشكلٍ خاصٍ بأوروبا الغربية.
ويتابعُ القولَ، إنَ القضةَ الأكثر اهتماماً على المستوى الخارجي الآن، هي أحداثُ الحربِ التي تشنُّها إسرائيلُ على غزة. ورغمَ أن الرئيسَ الأمريكي بايدن، قدّمَ كلَ وسائلِ الدعمِ العسكريِ والسياسيِ واللوجستي لإسرائيل، فإنهُ بعدَ مُضيِ سبعةِ أشهرٍ على حربِ الإبادةِ الإسرائيلية، بحقِ الفلسطينيين، باتَ يُمسِكُ العصا من الوسط. بحسبِ الكاتب.
ويختِمُ بأن تصريحاتِ بايدن غير الحاسمة، ربما تهدِفُ إلى إرضاءِ كلِ الأطراف، بما يَجعلُ من حملتِهِ الانتخابية القادمة سهلةً وميسرة.