أقرّ مجلس النواب الأميركي ،في وقت سابق، بأغلبية ساحقة مشروع قانون يجبر تيك توك على الانفصال عن الشركة الصينية المالكة، تحت طائلة حظره في الولايات المتحدة. واذا وصل الأمر إلى حظر هذه الوسيلة سيكون ذلك سابقة في بلد يمجد حسنات التنافسية ، والتبادل التجاري الحر بصوت عال . وهذه الضربة القاسية، إن حصلت ستتم باسم أمن الولايات المتحدة. لأن TikTok، مشتبه به ، بجمع بيانات ملايين الأمريكيين بهدف الابتزاز ونشر معلومات مضللة ودعاية لصالح بكين !!
يأتي هذا التوجه في غمرة السنة الانتخابية الاميركية علماً أن تيك توك يستقطب حوالي ١٧٠ مليون متابع في الولايات المتحدة، معظمهم من الشباب. ويستخدم ثلث البالغين هذا التطبيق ، وتحديداً ثلث الشباب – تحت سن 30 عامًا – وذلك لمتابعة الأخبار السياسية والاقتصادية والعالمية.
تكمن قوة " تيك توك" في الانتشار الواسع عبر الصور والبيانات . وللدلالة على النجاح الهائل انه بين عامي ٢٠٢٠ و ٢٠٢٢ كان هذا التطبيق الأكثر تنزيلًا في العالم على الهواتف المحمول لمشاركة مقاطع الفيديو القصيرة . وتجدر الإشارة إلى ان تيك توك أصبح أيضًا ضروريًا لملايين رواد الأعمال الصغار. وتتمتع الخوارزمية الخاصة به بكفاءة عالية في تكوين الملف الشخصي لمستخدميها وتقديم الخدمة لهم "حسب الطلب".
في مطلق الاحوال، يكشف التصويت على قانون التهديد بحظر هذه الشبكة الاجتماعية عن تزايد عدم الثقة من قبل واشنطن تجاه العمالقة الصينيين في العالم الرقمي، المشتبه في أنهم أدوات دعاية أو أدوات تجسس.
والغريب ان ما تسمح به الولايات المتحدة لنفسها لا تجيزه للآخرين، وتبرر سيطرتها على ابرز الشبكات الاخرى وأهمها الفيسبوك ومنصة X تحت غطاء انها تابعة للقطاع الخاص.
هكذا اصبح تيك توك في قلب الصراع الصيني الأمريكي. والمواجهة الحادة بين الجانبين.
بيد أن العديد من خبراء الأمن السيبراني ينفون فرضية عمليات التجسس الصينية، مع عدم وجود أدلة.
اما بشأن المستفيدين من الهجمة على هذا التطبيق ، تشير اوساط عربية في الولايات المتحدة إلى احتمال السعي لفرض رقابة حكومية أميركية على المحتوى الفلسطيني الذي يتم نشره عبر تيك توك ويطال الشباب ومن اجل منع ذلك تحركت إسرائيل وجماعات الضغط المؤيدة لها .
يمكن ان يكون هذا الاحتمال وارداً لكنه لا يفسر الا جزئياً غضب بلاد سليكون فالي على المنافس الصيني الصاعد، وقد سبق ذلك الحملة ضد مجموعة هاواي للاتصالات . وهكذا يمزج التصرف الأميركي بين احتمال التهديد وبعض جنون العظمة وجرعة من الحمائية لأن خط المواجهة بين العملاقين يمر عبر الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات.